محمد عبيد يكتب .. رمضان والراحلون عنا

محمد عبيدمحمد عبيد 7, مارس 2025 16:03:44

رمضان شهر الخير والبركات، عظّمه الله بالركن الرابع من الإسلام، وهو الصيام، وزاده فضلًا بمضاعفة الحسنات، وشرّفه بليلة القدر، التي هي خير من عبادة ألف شهر. قال الله تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” (البقرة: 185). ورغم هذا القدر العظيم من الروحانيات في هذا الشهر المبارك، إلا أن النفس لا بد أن تتجه إلى تذكّر الأحباب الذين رحلوا عنّا، خاصةً أن لهذا الشهر طقوسه الخاصة، مما يجعلك تنظر إلى أماكن الإفطار والمساجد فتتذكر من كانوا معنا ورحلوا.

ولو تأملنا قليلًا، لوجدنا أن التطور التكنولوجي، سواء من خلال الهواتف المحمولة أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتساب، قد جعلنا نحتفظ بأرقام وحسابات لأشخاص لم يعودوا بيننا، ومحادثات كان لهم فيها أثر، لكنهم غادروا بلا عودة. مجرّد مراجعة بسيطة قمت بها خلال الشهر الكريم جعلتني أجد أرقامًا وحسابات على هاتفي تعود إلى أناس رحلوا عبر السنوات، فهل يعود ذلك إلى سرعة تعاقب الأيام أم إلى قلة البركة في زماننا؟

رمضان شهر التذكرة والرحمة، وهو يذكّرنا دائمًا بأننا راحلون، كما قال الله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون”(العنكبوت: 57). لعل الغرض من هذه التذكرة هو الدعاء لمن سبقونا، أو ليُدرك الإنسان أن دوره قادم. قد نكتب هذه السطور وننساها سريعًا، لكن رمضان يبقى شاهدًا عبر الأجيال، ومن رحلوا لن يعودوا، غير أن أثرهم باقٍ، كما قال تعالى: “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم” (يس: 12).



اخبار مرتبطة