لماذا يحتاج المغرب الإسراع في الحصول على الطائرة الشبحية إف-35؟

العالم الآنالعالم الآن 20, يونيو 2025 11:06:45

نشر موقع الدفاع العربي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي” فيس بوك” تقريرا مفصلا عن تسارع التسليح فى المغرب حيث أشار فى تقرير له  أنه في ظل التحولات المتسارعة في موازين القوى الإقليمية والدولية، يتزايد الحديث داخل الأوساط العسكرية المغربية عن ضرورة اقتناء مقاتلات الجيل الخامس، وفي مقدمتها الطائرة الأمريكية المتقدمة F-35، لما توفره من قدرات استراتيجية فائقة قد تُحدث فرقاً حاسماً في أي مواجهة محتملة.

تتميز هذه الطائرة بقدرتها الشبحية الفريدة، إذ تُعد صاحبة واحدة من أخفض البصمات الرادارية في العالم، ما يتيح لها التحليق داخل الأجواء المعادية دون أن تلتقطها أنظمة الرصد، سواء الأرضية أو المحمولة جواً. هذا التخفي يمنحها القدرة على رصد الأهداف المعادية والاقتراب منها دون أن تُكشف، وهو ما يجعل منها أداة مثالية للردع والهجوم في آنٍ واحد.

في حال امتلاك المغرب لهذه الطائرة، فإن وجودها في المجال الجوي الوطني سيشكّل عنصر رعب حقيقي للطرف المعادي. فهي قادرة على تحديد مواقع الطائرات المهاجمة بدقة دون أن يتم رصدها، مما يجعل أي محاولة للاعتداء الجوي على البلاد محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة النتائج. هذا التفوق الشبحي وحده يكفي لجعل الخصم يعيد النظر في خياراته قبل أي تصعيد.

أما على مستوى أنظمة الرصد، فتمتلك F-35 راداراً من طراز AN/APG-81، يُعد من بين الأحدث في العالم، حيث يمكنه اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية والبرية والبحرية على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر بدقة متناهية، ما يمنح الطائرة تفوقاً ميدانياً واضحاً في مهام السيطرة والقيادة والاشتباك المبكر.

واحدة من أبرز التقنيات التي تنفرد بها F-35 هي منظومة الاستشعار DAS، التي تمكّنها من رصد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من مسافات تصل إلى ألف كيلومتر، وهي ميزة نادرة لا تتوفر في أي مقاتلة أخرى. وقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها في الاستخدامات العملياتية، مثلما هو الحال في المواجهة الجارية بين إسرائيل وإيران، حيث تقوم طائرات F-35 بالتحليق على مسافات بعيدة ورصد مواقع إطلاق الصواريخ وتوجيه الضربات بدقة عالية دون الحاجة للاشتباك المباشر.

تعتمد هذه المنظومة على كاميرات بالأشعة تحت الحمراء ومستشعرات متطورة تغطي الطائرة بالكامل بزاوية 360 درجة، مما يجعلها قادرة على التقاط الحرارة العالية الناتجة عن إطلاق الصواريخ ومتابعتها بدقة، حتى في أكثر البيئات تعقيداً.

كما تُعد الطائرة منصة متكاملة للحرب الإلكترونية، حيث تملك القدرة على كشف وتتبع إشارات الرادارات المعادية والتشويش عليها وإرسال إشارات مضللة تخلق أهدافاً وهمية. هذا بالإضافة إلى إمكانية التشويش على الصواريخ الموجهة بالرادار ومنعها من إصابة الطائرة، عبر منظومة حماية إلكترونية متقدمة تحيط بها كقبة دفاعية ذاتية.

اللافت أن F-35 تستطيع تنفيذ هذه المهام من دون الحاجة إلى طائرات دعم إلكتروني مرافقة، بخلاف مقاتلات الجيل الرابع مثل F-16 وF-15، التي غالباً ما تحتاج إلى مرافقة بطائرات مختصة بالحرب الإلكترونية لتأمين الحماية.

إلى جانب المهام القتالية، يمكن للطائرة أن تلعب دوراً استخباراتياً عالي المستوى، عبر رصد مواقع الرادارات والدفاعات الجوية والطائرات المعادية، ثم مشاركة هذه البيانات مع باقي المنصات القتالية، أو التعامل معها بشكل مباشر، سواء بالقصف أو عبر الاشتباك الجوي، دون أن تتخلى عن وضعية التخفي.

خلاصة القول، إن طائرة F-35 تمثل اليوم نموذجاً فريداً لمقاتلات الجيل الخامس، بما تحمله من تقنيات غير مسبوقة على صعيد التخفي، وأنظمة الرصد، والاستشعار، والحرب الإلكترونية، والقدرة على تنفيذ المهام المتعددة دون دعم خارجي. وهذه الميزات مجتمعة تجعل من اقتنائها ضرورة استراتيجية للمغرب، خاصة في ظل بيئة إقليمية متقلبة تتطلب التفوق والردع الفعّال، وهو ما لا يمكن تحقيقه بالاعتماد فقط على مقاتلات الجيل الرابع مثل الرافال أو F-15 مهما بلغت كفاءتها.

إذا كان المغرب يطمح إلى تسريع وتيرة التحديث العسكري والانتقال إلى مرحلة جديدة من الجاهزية الدفاعية والهجومية، فإن التوجه نحو اقتناء F-35 يمثّل خطوة حتمية لا تحتمل التأجيل.



اخبار مرتبطة