يقدمها:حسنى ميلاد
فى كتاب نظره عامة على “تاريخ المسيحية في مصر ” الذى اهدتني إياه الصديقة أمانى لطيف مدير دار الثقافة المسيحيه اخترت ان أعرض الجزء الخاص عن دخول المسيحية إلى إثيوبيا وعلاقة الكنيسة الإثيوبية بالكنيسة المصرية التى يقال عنها علاقة البنت بأمها والتى استمرت من عام ٣٣٢ حتى عام ١٩٥٩ يقول الدكتور القس مايكل باركر مؤلف الكتاب
ترجع السجلات المكتوبة للكنيسة الإثيوبية إلى القرن الرابع فقط، ومع ذلك يقول التقليد الحبشي أن الكنيسة بدأت في القرن الأول. ووفقًا لهذا التقليد، كان الأحباش جاهزين لقبول المسيحية نتيجة وجود عدد كبير من السكان اليهود في البلاد مِنْ جَرَّاء الشتات اليهودي الذي بدأ في القرن السادس قبل الميلاد، وفي أواخر عصور الحضارات القديمة، كانت منطقة إثيوبيا الحالية هي مملكة أكسوم Aksum
التي يمتد تاريخها من سنة ٨٠ ق.م إلى ٨٢٥ م.
ويرجع الإثيوبيون أصول تاريخهم المسيحي إلى الخصي الحبشي الذي التقى بفيلبس المبشر في سفر أعمال الرسل : “٢٦-٤٠” ويقول النص إن هذا الرَّجُل الحبشي كان وزيرا لكنداكة ملكة الحبشة». ويعتقد الإثيوبيون أنها الملكة جرساموت هنداكة السابعة ملكة الحبشة منذ حوالي ٤٢ إلى ٥٢ م.
لكن لدينا قصة ثانية أكثر مصداقية عن أصل الكنيسة الإثيوبية. وهي قصة الأخين أديسيوس Aedesius و فرومنتيوس Frumentius اللذين كانا من صور في سوريا، وقد عاشا في القرن الرابع. وكانا يبحران في البحر الأحمر وانكسرت بهما السفينة على ساحل إريتريا حيث وقعا في أسر القراصنة الذين باعوهما عبدين
في أكسوم، فخدما في بيت الملك الذي من فرط انبهاره بهذين الأجنبيين أوكل إليهما تعليم ابنه أزانا Ezana. وعندما توفي الملك، أصبح السوريان وصيين على الأمير. ووفقًا للمؤرخ القديم روفينوس شجع الاثنان التجار المسيحيين في البلاد على تأسيس كنائس وهكذا أتت المسيحية إلى إثيوبيا.
وعندما بلغ الملك أو الإمبراطور أزانا السن القانونية، أَعْتَقَ مُعَلِّمَيه فعاد أديسيوس إلى صور حيث رُسم شيخا لكن فرومنتيوس كرس حياته لتبشير البلاد. وقد أَرْسَلَه الإمبراطور أزانا إلى الإسكندرية سنة ٣٢٧ ليلتقي بالبطريرك ويطلب منه أنْ يُعَيْن أَسْقُفًا للحبشة وهناك التقى فرومنتيوس بالبطريرك أثناسيوس فَرَسَمَه أُسقفًا وأرسله إلى إثيوبيا. وخَدَمَ بِاسم أبونا سلامة Abune Selama. وفي بعض الأحيان عُرِفَتْ كنيسة إثيوبيا باسم ” الكنيسة القبطية” نظرا لخضوعها للكنيسة المصرية وهذه العلاقة التي تُشبه علاقة الأم بالابنة استمرت فترة طويلة بعد أن أصبحت الكنيسة المصرية أصغر من نظيرتها الحبشية عقب دخول العرب
ويقول التقليد إن كنيسة إثيوبيا تأسست سنة ٣٣٢ م وبقيت تحت رئاسة بطريرك الإسكندرية حتى سنة ١٩٥٩. وحيث إن كنيسة إثيوبيا تأسست على يد مسيحيين ميافيزيين مِنْ مِصْر، صارت إحدى الكنائس الأرثوذكسية المشرقية، واسم
الكنيسة الرسمي هو كنيسة تواهيدو الأرثوذكسية الإثيوبية listian Orthodox Tewahedo Church وكلمة Tewahedo تعني باللغة الأمهرية «ميافيزي» (مؤمن بالطبيعة الواحدة) Miaphysite.