سعيد الخولى يكتب : حكاية صورة مصرية خالدة

العالم الآنالعالم الآن 4, يناير 2024 10:01:09

الخالدان المصريان ليس فى موسوعة جينيس، بل فى موسوعة الأكلات الفلكلورية الخالدة، الفول والطعمية أو المدمس والفلافل، نعم هما كما جاء فى جملة مسرحية ساخطة «الفول من الطعمية والطعمية من الفول»، نعم هذا صحيح لكن يبقى سر خلودهما مرتبطا باللمة والجمع الإنسانى الراضى المتناغم وأفراده يستشعرون لذة مابعدها لذة وقد جمعهم طبق الفول المسلح بتحويجة خضراوات وبهارات مصرية عبقرية وأقراص الطعمية أو الفلافل وقد خرجت لتوها من طاسة الزيت بلونها الذهبى وقد علاها بعض من السمسم أو الكسبرة أو بدونهما سادة، وطشطشات الزيت مازالت تترك سخونتها وبعض فقاعاتها وروحها فوق القرص، وعدز من أرغفة الخبز المصرى التقليدى الذى انفرد المصريون بتسميته عيش ربطا بينه وبين معيشة الإنسان وقد قالوا فى مثلهم القديم العيش الحاف يربى الاكتاف.. فضلا عما يذكره أهل العلم والطب من أن الفول المدمس على الطريقة المصرية من أهم الأطعمة التى تفرز الدوبامين وهو هرمون يشعر صاحبه بالسعادة بعدما ينجز أى مهمة ويفخر بنفسه،ويبدو تاريخيا أن هذا الفول يجعل المصريين كلهم دمهم خفيف و يضحكون حتى لو ضاق بهم الحال ويبقى السر فى الفول .
ولذلك يبدو أن هذه التشكيلة الشهية تزداد شهية وحلاوة حين تكون بين جمع متناغم من الناس يلتمسون المتعة من اللمة وتبادل القفشات والنكات ولو حتى على حساب النفس والتنكيت على الأحوال بدلا من التبكيت الذى لايزيدها الا معاناة وكآبة.. ولعلى لا أحكى على حال اللقطتين الموجودتين أسفل المنشور وعمرهما عشر سنوات بالتمام والكمال، فمثلى آلاف بالعشرات والمئات من الشعب المصرى عاشوا تلك اللقطة وتقاسموا هذا الافطار وتلك اللمة وذلك العلاج النفسى بلا عقاقير ولا مهدئات، إنها لقطات إفطارنا عبر سنوات وسنوات مع الزملاء فى الأخبار بقسم التصحيح وبيننا ساعى القسم السابق مصطفى هيكل الذى لازمنا عشرات السنوات حتى ترك الخدمة وخلفه الحالى شريف وكلاهما يبدو واحدا منا، يذهب صباحا ليحضر نفس التشكيلة تقريبا يوميا، وما اشتكى أحدنا من الملل وما غيرنا القائمة إلا يوما فى الأسبوع أو الشهر، لاتغيير فى القائمة ولا فى المجموعة إلا بحكم جدول العمل، تتغير الوجوه وتثبت الروح والطقوس والقفشات واللقطات الطريفة مثل هاتين اللقطتين ويختتم الجميع طقس الإفطار بكوب الشاى المتين من يد مصطفى أو شريف وسيجارة لمن يدخن والحساب حتى سنوات غير بعيدة بعض من الجنيه قبل غرقه أو بحسبة أخرى قروش معدودة قوية مستقوية باتت اليوم جنيهات عديدة مستسلمة بلا روح !
هى ذكريات لاتموت رغم غياب بعض أطرافها بترك الخدمة أو بالانتقال إلى رحمة الله، ولقطاتها تكررت ملايين المرات فى كل موقع عمل جماعى فى بر مصر فالخالدان المنسوبان للفول كانا سيدى مشهد الفطور صباحا والروح المصرية فى كل بقاع مصر تتشابه ولمة العيش والملح لاتمحوها أية شياطين.


#أسعار السلع في مصر #أسعار العملات في مصر اليوم #أسماء بعض المدن والمحافظات المصرية #أشهر عمارات مصر #إحالة خمسة من قيادات هيئة الدواء المصرية للمحاكمة #إلزام الفنان أحمد عز بدفع مليون جنيه مصروفات دراسية لتوأم زينة

اخبار مرتبطة