د. محمود عطية يكتب :كلام مدهون بزبدة..!

admin2023admin2023 3, نوفمبر 2025 13:11:15

 

حين استمع لفتاوي عشوائيات محتكري التدين وتهاجيص من يبحثون في تاريخنا القديم عن مثالب لا تقدم ولا تأخر في حياتنا – حتي وإن صحت – دوغري تنتابني كريزة ضحك واستلقي علي قفاي كأني أشاهد فيلما أو مسرحية لأحد عمالقة فن الكوميديا القدامي أمثال الريحاني ويس والنابلسي وعبد المنعم إبراهيم..

وأعتب علي بعض الزملاء ممن يحاولون حرماني من هذه الكوميديا حين يكتبون معترضين علي فتاوي هؤلاء وتهاجيص التفسير التاريخي، وأتعجب كيف لزملائي أن يطالبوا الفضائيات بعدم استضافتهم، ونحن في أمس الحاجة لروح الفكاهة هذه الأيام وهذا النوع بالتحديد خاصة من الفكاهة المرتدية ثوب الجد وفتح الفتوح..!

وآخر ما دفعني للاستلقاء علي قفاي ضحكا فتوي لسه “بكرتونتها” وورقها يفتي فيها »فض فوه»‬ بحرمانية ركوب التوتوك بأجرة للانتقال للمسجد، قل لي بالله عليك هل هناك فكاهة أكثر من ذلك ونحن في القرن الحادي والعشرين، ركوب التوتوك حرام خاصة أنه بأجرة،

يعني لو ركبت ببلاش يبقي حلال؟!.. لكن لماذا لا ننظر للجانب المضيئ من هذه الفتوي ـ بعد الضحك والاستلقاء علي القفا – أليس هذا المفتي يشعر بحال الشعب الغلبان ويريد ركوب التوتوك بالمجان حتي تمر الضائقة الاقتصادية..؟!

أما حين أريد التخفف من وطأة عبوس الأيام فأتابع الضيف شبه الدائم علي مقدم البرنامج الذي يضحكني بطريقته أكثر من فتاوي ضيفه التاريخية اللولبية، حيث يتصور السيد الضيف أنه يفاجئنا بفتاواه عن صلاح الدين وزيف نصره علي الصليبيين وكأننا لم نسمع ونقرأ مثل هذه الفتاوي آلاف المرات، ويتنهد ويأخذ نفسا عميقا ويلقي بقنبلة صوت علي أحمد عرابي وهو سبب احتلال مصر،

بس الحمد لله لم يقل إن عرابي كان سببا في الحملة الفرنسية، حديث الضيف لا ينظر لخريطة العالم الاستعمارية في ذلك الزمان ولا يضع ما حدث بجانب حركة الأطماع الأوربية في طرق التجارة العالمية، لكن في النهاية حديث مسل، والمضحك أكثر أنه لا يدري أن مقدم البرنامج يستضيفه كنمرة مسلية تجذب العديد من المشاهدين المكتئبين حتي يسروا عن أنفسهم.
كما تضحكني مسخرة السيد المحامي المتفرغ لتدبيج القضايا علي خلق الله بحثا عن الشهرة، فقد أنعم عليه عقله بفكرة عبقرية بثها عبر شاشات الفضائيات، فقد دعا بصريح العبارة كل شاب يصادف فتاة في طريقه ترتدي بنطلوناً ممزقاً أن يغتصبها، المهم دون تدبر هاج البعض واتهم الرجل بصفات يعف اللسان عنها، لكن بقليل من التدبر نجد دعواه تحل قضية العنوسة وقلة الزواج.

فمع اغتصاب الفتاة تبلغ عنه، ويقبض عليه البوليس، ويتدخل أولاد الحلال مخيرين الشاب ما بين السجن أو تزوج الفتاة التي فعل بها، فبداهة سيتزوجها المغتصب وبهذا نحل مشاكل العديد من العزوف عن الزواج ونقلل نسبة العنوسة،

أليس هذا حلا عبقريا يا سادة، أحسنوا الظن بالناس يا عالم. يا زملائي الأعزاء لا تبتئسوا من فتاوي وأحاديث هؤلاء فإنها فكاهة وسط الضائقة الاقتصادية التي نمر بها، وكلامهم لن يؤثر في أحد، فكلامهم مدهون بزبدة.


#أخبار العالم الآن #الرئيس عبدالفتاح السيسي #العالم الآن الإخبارى alalamalan #د. محمود عطية يكتب :كلام مدهون بزبدة..!

اخبار مرتبطة