د.مجدى أبو الخير يكتب :من حسن الحفني إلى ترامب !!

العالم الآنالعالم الآن 20, يونيو 2025 09:06:56

منذ أيامٍ نشرت تولسي غابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية في إدارة ترامب عبر حسابها على إكس فيديو تحذر فيه من ضرب إيران، وانضمام أمريكا في ذلك. وعندما سُئل ترامب ، مؤخرا  على متن الطائرة الرئاسية، عن تصريحٍ سابق لها أمام الكونغرس قالت فيه إن إيران لا تسعى لتطوير سلاح نووي، أجاب: “لا يهمني ما قالته، أعتقد أنهم كانوا قريبين جدّا من امتلاك السلاح”. وفي مشادة كانت بين ضابط سابق وبايدن تطرق فيها إلى كذب أمريكا بشأن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وجرائمها هناك بناءً على ذلك، قتلًا وتدميرًا وتشريدًا لأهله، فأجابه: هذا ليس شأنك. وعندما عجز بوش الابن عن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يخوّله بضرب العراق قال وقتها: صدر القرار أم لا، امتلك العراق لأسلحة الدمار الشامل أم لا، سنضربه. وفعلًا كان ذلك مع بلير وحده. إذن، يتضح أن الأهداف الإستراتيجية لدى أمريكا أبعد من الأسباب التي تصدّرها للرأي العام، داخليّا ودوليّا، وأنها كانت مجرد ذرائع فقط، ثبت كذبها كلها يقينًا؛ لاجتياح المنطقة واستطيانها ونهبها، وأخرى إستراتيجيًّة؛ بدليل اعتذار بلير نفسه للشعب البريطاني عن خطأ حرب العراق، إذ ثبت خلوه منها.

يطلب ترامب من إيران استسلامًا غير مشروط، كما كانت المطالبة من حماس والحوثي وحزب الله؛ ليكون الهدف الإستراتيجي، رغم رفضنا لإيران المرشد بأذرعها، هو القضاء وللأبد على كل إرادةٍ، على كل لا، على كل مقاومةٍ، حتى وإن كانت هزيلة. تدمير ترامب لإيران الحاصل منذ نحو الأسبوع، نعم هي أمريكا قولًا واحدًا، وطلبه منها الاستسلام غير المشروط إنما هي رسالة استسلام وحضوع وترهيب لجميع دول المنطقة، ولحلفاء إيران الكبار، والذين تخلوا عنها الآن، وتركوها وحيدة.
رغم أن القاعدة المعلومة للجميع (فرّق تسد)، ورغم عدواة إسرائيل المعلنة لإيران بأذرعها وتوعدها لهم، واستهدافها لهم واحدًا تلو الآخر، مع التحذير من تورط أحدهم في دعم الآخر، وهو ما كان فعلًا، إذ تُركت حماس وحدها أولًا، ثم كان حزب الله ولبنان ثانية، ثم الحوثي واليمن ثالثة، كل ذلك وإيران ترقب وتفاوض في آنٍ، بل باعتهم جُملة، حتى كان يومها اليوم. أقول: ورغم عدواة إيران المعلنة وتوعدها بصواريخها وأذرعها إلا أنها عندما دارت رحى حرب غزة لم تنقضّ بأذرعها تلك انقضاضَ رجلٍ واحدٍ على عدوها المعلن. لكنها تركتها وباعتهم في سوق النخاسة واحدًا تلو الآخر، حتى نراها اليوم تجني ثمار ذلك وحدها، رغم دعمنا لها ودعائنا. ومن عجبٍ، وحتى تبلغ السخرية مداها، أن يتم اليوم تحذير حزب الله من الانخراط في ذلك
لطالما حذر الجميع من حربٍ شاملة، قد تنزلق إليها المنطقة، ستكون لها تداعياتها الكارثية على المنطقة والعالم، إلا أنني أرى أننا بالفعل في حربٍ شاملة، حرب لم تدُر رحاها الآن وإنما دارت منذ عقود، حرب لم تبدأ مع أحداث السابع من أكتوبر 23، وإنما مع حرب الخليج الأولى، والثانية، وتباعد الشُّقّة بين أبناء الأمة الواحدة، واستنزاف مقدراتها، حتى وصلنا الآن إلى تدمير دولنا في تلك الحرب الشاملة، والحاصلة فعلًا ، دولة تلو الأخرى، بوتيرةٍ ربما لم يتخيلها عدوّنا اليوم نفسه، حرب يجني فيها وحده ثمار جهده فينا، ولعقودٍ، تهيئةً وغرسًا وسقايةً، أسافين وقلاقل، ترغيبًا وترهيبًا.
لديّ القناعة، وحتى لا نرهق أنفسنا، أن دولنا تدرك يقينًا ما لم يعد حبيس صدور شعوبها، غير أنها باتت مكبّلة بما لم يعد خافيًا على أحدٍ، وأن الأمر لم يعد في يدها. تخيل جدلًا مطالبة حاضنة قاعدة العديّد من ترامب بالخروج بقواته منها، كيف سيكون ردّه؟! ربما كان بمنشور له على منصته مطالبًا شعبها كله مغادرتها، ولديه في العديّد ما يضمن له ذلك، دون جهدٍ يذكر. ولا عجب؛ إذ طالب ما فاقها عددًا بنحو عشرين ضعفًا، ويزيد، بذلك. وأما عن القانون الدولي وسيادة الدول فهو كما نعلمه يقينًا، وقالها ترامب يومًا: أنا القانون. وليست دولنا في الأمر وحسب، حتى الكبار باتوا جميعًا في شأنٍ عظيم من أمرهم، إذ بات لكل واحدٍ منهم وجيعة عمل عليها هذا الوحش مدة. نلمح ذلك في رد ترامب صراحة على بوتين عندما أراد الوساطة بين إسرائيل وإيران، قائلًا له: عليك بحلّ مشكلتك أولًا مع أوكرانيا. أي: خلك في خيبتك. وكأنني بإيمان السيد، وهي تقول: كفّي نفسك يا أم منّة. لكن يبقى الأمل دومًا في قول حسن لمنصور الحفني: اللي يحارب الكل يخسر يا منصور. يبقى الأملُ في لمّ الشّمل لا لنسودَ وإنما لمجابهة هذا الظلم وقانون الغاب الحاصل الآن، وإقرار قيم الحقّ والعدل والحياة.
وفي الأخير، وليس بغريبٍ أو عجيبٍ، مساندة الغرب فعلًا لبوش عندما دخل العراق دون إذنٍ قانوني بذلك. وهو ما نراه اليوم من مساندةٍ لأمريكا والكيان في ضرب إيران، وهو ما أكدته مجموعة الظلم السبع منذ يومين. فهل تستفيق مجموعة الحق؟!


#..الأوساط الأوروبية والأمريكية #"إسرائيل #أحداث غزة #أخبار العالم الآن #العالم الآن الإخبارى alalamalan #العالم الآن. قناة العالم #د.مجدى أبو الخير يكتب :من حسن الحفني إلى ترامب !!

اخبار مرتبطة