عاجل
الخميس. يونيو 5th, 2025

د.مجدى أبو الخير يكتب : الإمبراطورية اليهودية بين الوهم والواقع!

العالم الآنالعالم الآن 3, يونيو 2025 12:06:58

 

سباقُ أمريكا والغربِ المحموم بمؤسساتهم المسماة دولية إلى دمشق للتواصل مع قيادتها الجديدة والتي يصنّفونها جميعًا وحتى تاريخه إرهابية وحديثهم عنها بإيجابية لهو ومن ناحيةٍ، دليلٌ بيّنٌ على نفاقهم جميعًا وسوء أخلاقهم ووضاعة قِيمهم. ومن أخرى، جزرةٌ يُلوّحون بها لجميع الميليشيات المسلحة والحركات المتمردة والانفصالية حول العالم متى تعاونتم معنا وكنتم طوعنا.

ومن ثالثةٍ، دليلٌ على أنهم -وبدعمهم لمثل تلك الحركات وإذكائهم النعرات- لا يريدون لنا ولمنطقتنا ولا أمّتنا خيرًا ولا هدوءًا ولا سلامًا ولا بناءً ولا تنميةً بل يُضمرون لنا جميعًا شرًّا وبيلًا، وأن نكون دومًا في صراعٍ وتناحرٍ وحروبٍ أهليةٍ وأسافينَ حتى يضمنوا بذلك نهب ثرواتنا. ويضمن الكيان معها ليس دولته الكبرى وحسب وإنما إمبراطورية يهودية عظمى تتسع لتشمل حتى دولة الخلافة نفسها سابقًا. لنذهب أبعد من ذلك إلى أن أمريكا والغرب إنما يمثلان ذراعيْنِ للص هيو نية العالمية لا العكس.

ومن رابعةٍ، على أننا لا نزالُ واقعًا مُحتلين. ومن خامسةٍ، على أن مصطلحاتٍ، من مثل: ( سياسة الكيل بمكيالين ) وغيرها والتي يوم أن تجرأنا على البوح بها بعد أن طفح بنا الكيلُ، وبلغ السَّيْلُ الزُّبَى، هي في الأساس لا قيمة لها عند مُتبجّحين مثلهم، ولا تزعجهم في شيء؛ فالأمر أبعد من ذلك كله، وكأننا وفي الأخير أمام فكرةٍ ثأريةٍ تاريخيّةٍ ضدّنا من قِبلهم، لم يحيدوا عنها يومًا، ليبقى العيبُ فينا نحن.

أمريكا وكعادتها تثبت حضورها الخبيث بالتأكيد على حماية الأقليات في سوريا، كما تدعم قوات قسد ذات الطابع الكردي بحجّة محاربة صنيعتها الوهمية داعش. وتركيا ترى فيها ميليشيات إرهابية لن تسكت عنها، وتحاربها بل تدعم رسميًّا فصيلًا سوريًّا مسلحًا لمحاربتها. والكيان رسميًّا يعلن دعمه ومدّ يد العون للدروز والأكراد، الشوكة التي تقضّ مضجع تركيا؛ لنخلص إلى أننا أمام ساحةٍ لن تنعم بالاستقرار بين هؤلاء اللصوص الثلاثة، بل قولًا واحدًا، وفيما أرى: إن استقرار سوريا لا يصُبّ في مصلحتهم جميعًا، وما سيبدو ظاهريًّا مستقبلًا من استقرارٍ في مناطق سيطرة الجولاني ربما فإنما هي حالٌ مؤقتة بعيدة عن مناطق سرقاتهم حتى يفرغوا لها ربما في صفقةٍ آثمةٍ هي الأخرى، صفقة تكون اليد العليا فيها للأقوى وربما الأكثر خيانةً وغدرًا.

حتى إنني لأبتعد قليلًا عن ذلك وأتخيّل مجرد تخيّلٍ ساحةً تتراءى هناك ألمح خلالها الكيان، ومن خلفه الغرب وامريكا يسيل لُعابُهم عليها، فإذا بهم وعيونهم جاحظةٌ طامعةٌ وبعد أن استتبّ لهم الأمر فيما وضعوا عليه أيديهم من أراضينا يمهدون الطريق إليها، ويزرعون ويروون ويسلّحون ما يستنزفها وينهك قواها. ساحة ربما تكون جائزة الجوائز ألا وهي الساحة التركية، ولعل في قول ترمب الخطير منذ أيامٍ من أن قوة تركيا لم تُمس ولم تُستنزف بعدُ فيها الكثير مما يومئ إلى ذلك. لكن، هل تركيا في منعةٍ من ذلك، واعية له وداهية؟! أم تُراها تمكّنهم من رقبتها؟! وهل ستجني يومًا ثمرة خيانتها لدينها وأمتها وجارتيها العراق قبلُ وسوريا بفزّاعة الأكراد، وريما بفتاتٍ هنا وهناك لم يغنِ عنها وقتها شيئًا؟! وإذا ما كانت في مواجهةٍ معهم فهل سينفعها وقتها الناتو والذي يعني وفي الأخير أمريكا؟! وهل سنعيش لتلك اللحظة لا قدرها الله أم أن الأمر سيتطلب بعض الوقت؟! أم أن الأكراد لا يعدون بالنسبة لتركيا سوى حجةٍ تنهب بها ثروات جيرانها وأراضيهم، ولغيرها مجرد سيف مسلط على رقبتها لردعها وتحجيمها تارةٌ، ولسلخها عن محيطها الإسلامي أخرى، وشوكة في ظهره ربما ثالثة، وربما لمقايضة عليها رابعة، وربما لمآرب أخرى خامسة.

لكن، ومهما يكن من أمر فنحن جميعًا أمام سيناريوهاتٍ كارثية إستراتيجيًّا، أمام سرطانٍ متفشٍّ لا علاج له سوى وقفةٍ جادة يستشعر فيها الجميع أنهم ليسوا بمنأى عن مخالبه، وقفة يكون فيها أصحابُ الجغرافيا والتاريخ (مصر وتركيا وحتى إيران ومن خلفهم الأمة جمعاء) في مواجهة لصوص الجغرافيا والتاريخ وتتار العصر وبرابرته. فهل تُرانا نفعلها؟! ويصدُقُ في الكيان عندها: جنت على نفسها براقش؛ ليذهب معها كل ما خططت له وجمعته أدراج الرياح ويصبح ما ظنّته واقعًا قاب قوسين أو أدنى وهمًا وسرابًا وأضغاث أحلام. وتتحقق فينا عمليًّا مقولة: الاتحاد قوة. ويصدق فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى “. ثم، فإننا ومن المؤكد أمام تحولاتٍ تاريخيّةٍ كبرى وانعطافاتٍ إستراتيجيًّةٍ فارقة.


#..الأوساط الأوروبية والأمريكية #"إسرائيل #أحداث غزة #أخبار العالم الآن #الرئيس عبدالفتاح السيسي #العالم الآن الإخبارى alalamalan

اخبار مرتبطة