د. احمد كمال يكتب : قمح بماء البحر

العالم الآنالعالم الآن 30, مايو 2025 00:05:48

شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025 بمنطقة الضبعة في محافظة مطروح، وقد تضمن هذا الحدث الحديث عن خطط تنموية متكاملة، وبدء تنفيذ استراتيجية التصنيع الزراعي بمفهوم “مدينة مستقبل مصر الصناعية”، بهدف زيادة قدرة الدولة على تصدير منتجاتها الزراعية ومضاعفة عوائدها الدولارية.

وفي مطلع عام 2025، وجَّه السيد الرئيس بضرورة الاستفادة من مخرجات البحث العلمي في دعم الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، لدينا علماء في كليات الزراعة ومراكز البحوث العلمية قد ابتكروا سلالات معدَّلة من القمح والذرة، بحيث تتحمل الملوحة ودرجات الحرارة العالية.

ومن أبرز العلماء في هذا المجال في تسعينيات القرن الماضي، الدكتور أحمد مستجير، الذي قام بنقل جينات من نبات الغاب -الذي ينمو في الملاحات- إلى محاصيل مثل القمح. وهناك العديد من المخرجات البحثية القيّمة في هذا الصدد، وقد أُشيع أن الهند استفادت من هذه الأبحاث وطورت أصنافًا من القمح تتحمل مستويات عالية من الملوحة، وطبّقتها على نطاق واسع، مما كان أحد العوامل التي جعلتها من أكبر منتجي القمح عالميًا.

لذلك، أقترح أن يُستغل الظهير الصحراوي للبحرين: المتوسط والأحمر، أو المناطق المحيطة بالبحيرات المالحة، لزراعة هذه السلالات، نظرًا لسهولة توصيل مياه البحر إلى هذه الأماكن الصحراوية. وعندما تتبنى الدولة هذا التوجه، يمكن إخراج المياه العذبة جزئيًا من معادلة زراعة المحاصيل الاستراتيجية، مع استغلال قدرات المراكز البحثية في هذا المجال حتى الوصول إلى نتائج معتبرة تسهم بشكل واسع في دعم الاقتصاد الوطني.

وجدير بالذكر أن عالم وراثة مصريًّا قد نجح في زراعة صنف “قمح إسماعيلية 1” باستخدام مياه مالحة، وحقق إنتاجية مذهلة. فماذا لو تحقق هذا الأمر على نطاق واسع؟ هل نصل حينها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح؟


#الرئيس السيسي #الضبعة #القمح #الهند #د. احمد كمال #زراعة #موقع العالم الآن الأخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة