العالم الآن 
في لافتة غريبة من نوعها، صرّح رئيس وزراء بريطانيا بنيّته الاعتراف بفلسطين كدولة في مطلع سبتمبر القادم، إن لم يتوقف الكيان الصهيوني عما يفعله في غزة من ترويع وتجويع. جاء هذا التصريح متوافقًا مع الموقف الفرنسي الذي اتخذ مسارًا متماثلًا، لكنه يتناقض تمامًا مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهم غزة، أو ما أسماها “عصابات”، بسرقة المساعدات، مؤكدًا أن الكيان غير مسؤول.
إلى متى يا أمريكا؟! أما رأيتم غضب الله كما وصف إعلامكم عند حدوث الحرائق الضخمة في ولاية كاليفورنيا، التي تسببت في خسائر جسيمة؟! وقد خرجت مظاهرات في الولايات المختلفة للمطالبة بإيقاف الحرب على غزة، وأرجع بعض الأمريكيين تلك الحرائق إلى ما يحدث في غزة. فكانت الهدنة السابقة كاذبة، وأين هو الحديث عن أبسط حقوق الإنسان التي لطالما تغنّيتم بها؟!
الرأي العام العالمي بات يشعر بالحرج من هول ما تنقله الصور والفيديوهات من غزة. فيا من تنقلون الخبر بشتى الوسائل، إنّ قيمتكم وقيمة ما تفعلونه عظيمة. ويا من تبرزون الواقع في غزة بمقال، أو قناة تنقل الأخبار، أو فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، أقولها بوضوح: دوركم مهم ومؤثر، فالكاميرا الآن في ملعب السياسة، ترصد كل صغيرة وكبيرة.
التحفيز النفسي ضد الكيان الصهيوني أصبح ضروريًا، وهو محرّك لما يُحاك في الغرف المغلقة. فالمسؤولون من الشعوب يتأثرون، فيتأثر الحكّام، ويجدون أنفسهم مضطرين للحفاظ على ما تبقى من “حمرة الخجل”، أو حتى على فتات من كلمة “الإنسانية” التي دمّرها الكيان.
لقد كشف المستعمر الصهيوني عن وجهه القبيح بفظاظة. وجميع المساندين وأصحاب المصالح المشتركة مع الكيان باتوا يشعرون بأقصى درجات الحرج أمام شعوبهم. الإعلاميون والصحفيون والكتّاب في العالم ينقلون ويكتبون عن غزة، فقد انتقل الأمر من حرب إلى قتل بالتجويع.
أنسيتم أننا أصحاب الأرض؟! لكن العالم لم ينسَ، مهما فعلتم، فالقضية تم تدويلها من جديد، وسنظل نحكيها لأولادنا وأحفادنا.
حتى بريطانيا، التي طالما كانت من أكبر الداعمين، بدأت تتراجع عن تأييدها الكامل للكيان، وأصبحت ترهن الاعتراف بدولة فلسطين بإنهاء ما يحدث في غزة. ولهذا نقول ضمنيًا: وعد بلفور يتراجع.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com