عندما أستمع إلى أغنية تتحدث عن العسكري عبد الودود وقصته مع الجيش، كونه مرابطًا على الحدود يترقّب ويحافظ على النظام، أتذكّر ذلك الفتى في مطلع العشرينات، أو أقل، بطموحاته العريضة وشعوره بأنه في أية لحظة قد يُستشهد، خاصةً مع التوترات العسكرية التي تحيط بمصر من جميع الجهات.
وعندما أسمع عن قريبٍ مجنَّد في وحدة داخل صحراء سيناء أو في أي محافظة حدودية، أو حتى عندما يروي لنا مواطنٌ عاديٌّ عن مشاهد الصواريخ وهي تسقط بالجوار، أشفق تمامًا على ذلك المجند. بل وعندما أراهم في الشوارع، أتحسّس الضحكات طمأنينةً وتقديرًا لهم في ظل هذه التوترات.
لا أخفي عليكم أنني أستشعر أن قوة مصر تنبع من العمق الإيماني أثناء الحرب، فبخلاف العدة والعتاد، تمتلك مصر ثروةً بشريةً لديها الاستعداد الكامل للتضحية، خاصةً عندما تُذكر كلمة “إسرائيل”، إذ أجد الشارع المصري تنتفض عروقه فرحًا بالقتال، غير مكترث بأي نوع من أنواع الفقد.
ما زالت القضية الفلسطينية تجري في الشريان، فغزة كانت جزءًا من مصر. لذا، أرجو من الجميع، عندما نلتقي مجندًا في الشارع، أن نُشعره بالحب والمؤازرة، فالجيش والشعب وجهان لعملة واحدة.
وما يميّز المصريين أنه عندما يستشعرون الخطر، يطرح الجميع خلافاتهم جانبًا، ويصطفّون حبًّا لتراب هذا الوطن، وحفاظًا على سلامته.
إيميل الكاتب: kemoadwia@yahoo.com