الخميس. يونيو 5th, 2025

د. أحمد كمال يكتب: فلسفة الشكر

العالم الآنالعالم الآن 4, يونيو 2025 04:06:21

مع إيقاع الحياة السريع، ازدادت تفسيرات الناس الخاطئة لأي مظهر من مظاهر الشكر. عندما كنا صغارًا، كنا نجد من يشكر الآخر على أصغر الأشياء، حتى لو كان كوب شاي، بل كان من يُشكر يقول: “لا شكر على واجب”.

أما الآن، فيظهر النقد دائمًا بصور مختلفة، بل يُنتقد كل جانب من جوانب أي موقف، ونتناسى التقدير والشكر لأي فعل طيب. بل يحاول البعض تصغير الأمر وفاعله، فلماذا الغيرة؟

الظهور للجميع لا بدّ منه، حيث يزداد ضوء الإنسان في موقف ويخفت في آخر، وهذا أمر طبيعي. بل لا بد أن نرجع إلى تعلم كيفية النقد، حيثما ذُكر الطيب والشكر في العمل، أي عمل، ثم يأتي بعده النقد البنّاء.

حتى في تربية أبنائنا، لا بد من التحفيز وكلمات الشكر المعتدلة، حتى لا يغتر الإنسان بطيب فعله. فلنتعلم جميعًا من كلام الخالق: “لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”، بل أيضًا يُقال: النعمة لا تدوم إلا بالشكر.

فيجب الاستحسان من القول لأي عمل، حتى ولو كان بسيطًا، ولا بد أن يكون الشكر المعتدل نهجًا لنا في هذه الحياة القصيرة، أما النقد اللاذع، فيَهدم في كثير من الأوقات.

الكمال لله وحده، فلا بد من وجود أوجه نقص في أي فعل. فإن استشعرتَ الجمال في العمل، فلا بد من الشكر حتى يدوم ويحسِّن الإنسان من عمله. ولا بد من الخطأ كي نتعلم، وكيف نتعلم بدون خطأ؟

بلا تكرار زائد، للأسف، تشعر أن المجتمع يتبنى النقد في معظم مواقفه، ومن يشكر يُشك في نيته دائمًا. ليس هناك صواب مطلق أو خطأ مطلق على الدوام، إذًا لا بد من الشكر المعتدل في كل أمر، وحتى النقد البنّاء لا بد أن يسبقه الشكر.

لنتذكر جميعًا أن الله قد أثنى على الكلمة الطيبة في كتابه، فهي تأسر النفوس وتؤثر فيها.

ايميل كاتب المقال : kemoadwia@yahoo.com


#د. أحمد كمال يكتب #فلسفة الشكر #مقالات #موقع العالم الآن الأخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة