هذه المرأة فاتنةُ الجمال، بارعةُ الحُسن، عقلُها محدودٌ بفكرٍ ضيّق. لا أحدَ مكتمل، ولكن غيرتها زادت على أكمامها، غطّت على نظرها، فجعلتِ الرجل ينظر إليها واصفًا حبَّها المزيف المعدوم الإحساس بالآخر، فيقول:
أتَحرّى الصدق، وهي تتحرّى الظنّ. جمالها مكذوب، إحساسها لا ينطق إلا بالظنّ، تعبيرها منقوص. أبحث عن راحتها، وهي تبحث عن تعاستي.
فلتعلم كلُّ امرأةٍ: أنتنّ كثيرات، وأنّ للرجل طاقةً محدودةً في وسط الزحام الشديد. فإن كان الرجل يسعى لها، فهي ليستِ الحورَ العين، ولا هو منزلٌ من السماء. ليكن هناك تعايشٌ بمعنى الكلمة.
الرجلُ في هذا الوقت يصارع ألفَ كلمةٍ وكلمةٍ، ما بين صحيحٍ وخطأ، وما يجب وحلال وحرام. كلماتٌ لا تنتهي.
وإليكِ عني صراعُ لقمة العيش، مع اختلاف الطبقات، والمستقبل الذي أصبح بألوانٍ غير مفهومة. فعلى المرأة أن تنتزع راحتها من راحته، تجعل الشعورَ عدوى لا عبئًا عليه، كي تستقيم الحياة.
ولا تضغط عليه فيفرَّ منها فرارَه من القسورة.
ومعشرَ الرجال، اعلموا أن النساء خُلِقنَ من ضلعٍ أعوج، لكنها تمارس اعوجاجها عليّ بالصباح والمساء. كنا نسعد بالتلبية، فالصفصفة، فالصوت العالي. ولم أرَ منكِ خيرًا قط، فتتلون وجوه الرجال بالأحمر فالأسود، ثم تعددين ما عليكِ، وليس لكِ إلا بعد الانتهاء.
فنرى همهماتٍ صارت هنا وهناك، وتنقضي الحياة بين: “خُد كيس الزبالة معاك!”، وأنت لا تعرف عني أو عن أولادك شيئًا!
لأضحك تهكّمًا وأتذكّر ذلك المغني الذي يقول: “دنا قلبي مساكن شعبية”.
إذًا، كيف نحيا يا أمَّ يحيا الحب؟ وبالأخير أستمع إلى جدّتي منذ الصغر تقول: “من تحبّك تغيَر عليكِ.”
كبرتُ ولا أعلم يا جدتي: أهي غارة حب، أم عدوٌّ اجتاحني بغيرته المشوشة؟
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com