استشهد أبو عبيدة، أحد أبرز أصوات المقاومة، صوتٌ ملأ الدنيا بكلماته الرنانة القوية المنبثقة من أعماق غزة. نرثيه بأشد العبارات حزنًا، فقد رحل بعد أن فقد عائلته بالكامل، ولم يظهر وجهه إلا بعد استشهاده. حقًا، إنها غزة العزة!
بعد ما يقارب عامين من المقاومة الشرسة ضد المحتل الصهيوني، لا تزال المقاومة تتحدى العدو بعمليات نوعية شديدة التعقيد والتنسيق، تُوقع في صفوفه خسائر فادحة من القتلى والجرحى، بل وتأسر منه أسرى. من يصدق هذا الأمر؟! وماذا يعني ذلك؟ إنه دليلٌ واضح على أن المقاومة لن تنتهي أبدًا.
صرّح المحتل بأنه سيطر على غزة منذ شهر، لكنه لم يتمكن من بسط سلطته عليها. كل يوم تشهد عمليات جديدة من المقاومة، رغم الغارات الجوية والصواريخ وقوات العدو على الأرض، ورغم سياسة القتل المتعمد بالتجويع. لم يستطع العدو السيطرة على القطاع. فهل بانتهاء صوت أبو عبيدة، تنتهي المقاومة؟ أجيب بكل قوة: لا، لم ولن تنتهي المقاومة، فأصواتها ورجالها كثر، وستظل تنبض بالحياة.
على صعيد آخر، أعلنت بريطانيا ودول أخرى أنها إذا لم تنته الحرب في غزة، فستعترف بفلسطين كدولة في سبتمبر. وها نحن الآن في مطلع هذا الشهر، فأين هذه الدول من وعودها؟ أم أنها لا تملك سوى وعد بلفور؟
ختامًا، أقول: لقد ترك العالم غزة وحيدة، منزوعة من كل شيء، حتى الطعام والإعلام. لكن، ما لا يعلمه الكثيرون هو أن كل صوت من أصوات المقاومة يحمل اسم أبو عبيدة. فصوت المقاومة ليس له نهاية.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com