د. أحمد كمال يكتب: شرف الخصومة

العالم الآنالعالم الآن 27, سبتمبر 2025 19:09:06

إنَّ للخصومة شرفًا لا يعلمه المخادع، وقد تعلمنا منه قواعد في العُرف والدين؛ فحتى الحروب لا تُقتل فيها امرأة ولا طفل ولا أسير، ولا تُقطع شجرة، ويُعامل الأسرى بما يليق، من غير تعذيب، ولا يكون القتل غدرًا بعد إعطاء الأمان.

ويُروى موقفٌ عن النبي ﷺ حين قال له الصحابة: لو أشرتَ لنا لقتلناه – وكان أحد الكفار – فقال ﷺ: «إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين». تخيَّل حتى الغمزة في هذا المقام لم تكن من شرف الخصومة، ولا تليق بمقام النبوة.

وفي المواقف اليومية حين يتخاصم طرفان، يُقال: «راعِ العيش والملح». فمن شرف الخصومة ألّا يسوء بك الأمر فتطعن في شرف امرأة أو في ذمّة صاحبك، لمجرد أن كل شيء مباح في العداوة.

وما رأيته من تساهل المجتمع أن يُسجِّل الناس لبعضهم من دون علمهم، وتُؤخذ هذه التسجيلات ضمن نطاق «البيزنس» أو حتى في العمل؛ إذ يُسجِّل الزملاء ويوقِعون بعضهم بعضًا. والآية صريحة: «ولا تجسسوا». وإنَّ للمجالس أمانةً وشرفًا، فمهما كانت الأغراض، حتى لو كانت نبيلة، يجب أن نعود جميعًا إلى شرف الخصومة وميثاق المحبة.

وعن المخطوبين أو حتى المتزوجين، على الرجل والمرأة أن يراعيا شرف الخصومة، وألّا يكون صندوق الأسرار مستباحًا. فمن علامات المنافق: «إذا خاصم فجر»، وتأكد أن النصر المصحوب بفجر الخصومة نصرٌ مفقود لشرفها، مأسوفٌ عليه، يُؤخذ منك في مواضع أخرى، وتُطعَن بسكين الغدر أيضًا.

وإنَّ لشرف الخصومة بركةً في كل أمر، وهو بابٌ موارب للصلح. وأقولها في كل الأحوال مهما كانت العداوة: إنَّ للخصومة شرفًا لا يعرفه فاقدوه.

إيميل الكاتب:

kemoadwia@yahoo.com


#الحروب #العرف والدين #المجتمع #د. أحمد كمال يكتب #د. أحمد كمال يكتب: شرف الخصومة #شرف الخصومة #قواعد #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة