د. أحمد كمال يكتب: حرب أم صفقة؟

العالم الآنالعالم الآن 25, يونيو 2025 10:06:45

دعونا نعترف أن العالم لا يعترف إلا بالقوة. وكنا نعتقد أن العالم لا يرى إلا المال كقوة ناعمة مهيمنة، وأن بالمال يمكن شراء أي شيء. وفي كثير من الأحيان، هذا أمر محسوم.

لكن الكيانات الاقتصادية – أيًّا كان مسماها، دولة أو شبه دولة – يجب أن تنبثق منها مباشرة قوة عسكرية متجذرة، ويتم استغلال المال في التطوير، حتى تصل إلى أن يكون لك كلمة دولية مسموعة. ولكي تصل لذلك، يجب أن تمتلك السلاح النووي، والوصول إليه صعب.

إيران على طريق امتلاك السلاح النووي، وما زالت ماضية في هذا المسار. ومن المعروف أنها تمد السلاح إلى المربع المحيط بالكيان. كما أن الكيان هو العصا الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد أدى تغلغل طرفَي النزاع استخباراتيًا في بعضهما البعض إلى إعطاء الجرأة لأحد الأطراف لبدء العدوان، سواء كان استكشافيًا أو للتخفيف من وطأة إمداد السلاح، كما أشرنا… فكانت المفاجأة التي غيّرت المعادلة تمامًا.

فعلى الرغم من كل الجاسوسية والحصار الذي عانت منه إيران، فإنها انتفضت، وردّت الصاع صاعين. ولم تكن الولايات المتحدة – التي لم تتغير سياساتها تجاه الهيمنة والبلطجة السياسية على دول العالم أبدًا، رغم تغيُّر رؤسائها – إلا أنها اعترفت بقوة إيران ومثابرتها وتقدمها العسكري، رغم كل أنواع الحصار السابق.

يمكننا القول إن استخدام فكرة الحماية والقوة العسكرية في إخضاع الآخر أصبح هو المسيطر على سياسات المجتمع الدولي. وهذا يذكرنا بالمثل الشعبي: “القوي محدش ياكل لقمته”، ولكن، هل تُنتهك حقوق الضعيف؟ ويُقتل ويُجَوَّع ويُهدر في قانون الغاب؟ أم…؟

إذن، ما حدث بين إيران والكيان، ماذا نُسميه؟

أقول: صفقة محمية، مرهونة بما يحدث في نزاع مشروط بتوقّفه الفوري، تأثّرًا بالاقتصاد العالمي. وكأن الرهان على من الأقوى، فيأخذ مكاسب أكثر، بينما الحكم بيد أمريكا، ومعها صافرة النهاية.

لكن يبقى السؤال العربي الباكي:

أين غزة من كل هذا؟

إيميل الكاتب: kemoadwia@yahoo.com


#"إسرائيل #إيران #العالم #العرب #حرب #د. أحمد كمال يكتب #صراع #غزة #فلسطين #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة