العالم الآن 
بعد حرب إيران والكيان الصهيوني، والتداعيات التي تجلّى تأثيرها على دول الخليج والسعودية خصيصًا، أما آن الأوان لربط أرض الحجاز بالقاهرة بشكل كامل في جميع المجالات؟ فلقد تكشّف للجميع – أقصد ما لنا لدى جميع الدول وما عليهم – وهل سيصل بنا هذا الجسر البري إلى اتفاقية دفاع مشترك، كما كانت مع سوريا قديمًا؟
إنه مشروع قديم، مرت على بداية طرح فكرته عشرون عامًا، ألا وهو الربط بين شرم الشيخ أو النقب ومنطقة رأس حميد أو تبوك شمال غرب السعودية، على مسافة تقارب ستين كيلومترًا، منها حوالي ثلاثة عشر كيلومترًا عبر البحر الأحمر. هذا الجسر سيربط قارتين ببعضهما، آسيا وشمال إفريقيا، تحديدًا برًا.
هذا الحلم، فور تحقيقه، سينقل المنطقة بأسرها إلى منحى مختلف جغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا إذا أرادوا، وتكلفته بالنسبة للدولتين ليست بالكبيرة، إذ تبلغ نحو خمسة مليارات دولار، فالعائد منه حقًا ضخم على جميع الأصعدة، وتنفيذه على أرض الواقع متاح بكل السبل خلال خمس سنوات تقريبًا.
بعد الحرب الأخيرة، يجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تفكر جديًا بالمستقبل، خاصة بعد أخبار ترامب والتريليونات من الدولارات، فقد جاءت الحرب بعدها مباشرة. وليعلم الجميع أنه لا بد من أفكار أخرى لضمان استمرارية البقاء، فموازين القوى قد تغيّرت، وتدخلت عوامل كثيرة في تحديدها.
هذا ما أطلقوا عليه جسر الملك سلمان، وهو فكر خارج الصندوق، خاصة بعد الحرب الأخيرة لأبعاد كثيرة تخص سياسة الغرف المغلقة. وأترك لفكرك العنان للتأمل في ذلك. أرجو وضع هذا المشروع في الفترة القادمة على طاولة المفاوضات، لتحقيقه، حتى ولو كان لأغراض الربط السياحي والاقتصادي فقط.
لقد كانت قناة السويس فكرة امتدت عبر قرون زمنية، لكن جاء زمن فَتحققت، واستفاد منها العالم أجمع. أرجو تحقيق جسر الأحلام ليستفيد الجميع.
وفي الختام، سؤال يطرح نفسه متحديًا كل العقبات بتفاؤل: هل يأتي اليوم الذي أحج فيه بالسيارة من القاهرة إلى مكة، مرورًا بجسر الأحلام؟
إيميل الكاتب: kemoadwia@yahoo.com