د. أحمد كمال يكتب: تل أبيب أم طهران في مهبّ الريح

العالم الآنالعالم الآن 17, يونيو 2025 20:06:32

من كان يصدق أن تمطر سماء تل أبيب بوابل من الصواريخ الباليستية بهذا الشكل؟!

كانت هناك دائمًا مناوشات بسيطة بين إيران وإسرائيل، ما بين حرب نفسية وصواريخ تسقط في الصحراء أو أضرار بسيطة، لكن ما حدث أن إسرائيل خسرت هيبتها المزيفة، وعلمت جيدًا أن في قلب كل عربي رفضًا قاطعًا لها، فلا تطبيع حقيقي، وذلك من خلال التعليقات على المشاهد المرصودة لتلك الصواريخ في السماء، والخراب الناتج عنها الذي أسعد قلوبًا كثيرة، نظرًا لما كان يحدث في فلسطين.

أفعالكم تنفي كل تعايش، بل تنفي كل سلام، وصدق الله حين قال: “كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله”.

عملية إيران كانت محاولة لاستعادة الهيبة التي سُلِبت منكم، ولرسم صورتكم من جديد بعد السابع من أكتوبر وبداية حرب غزة.

ولكن هيهات، إنه الخزي والذل والعار قد لحق بكم، يا من قتلتم الأطفال، وحاصرتم غزة جوعًا وقتلًا وهدمًا.

نعلم أن العالم غير مكترث بما يحدث، ولا يقدر على إيقافكم، وتريدون التهجير القسري، فصمدت غزة، وكُسرتم أنتم.

ومن زاوية استراتيجية أخرى، فإن سيناريو العراق السابق قد يتكرر من جديد، بل بشكل أكثر رعبًا؛ فالجاسوسية تتعمق داخل إيران، وقد وصلت إلى معظم القيادات. وذروة الأمر كانت في إقامة مصنع لطائرات إسرائيلية مسيّرة تُستخدم في العمليات داخل الأراضي الإيرانية.

ويُقال إن هناك حربًا داخلية مع الجواسيس، لذلك لا بد على إيران أن تنهي الحرب فورًا إن لم تقدر على إنهاء خيبة الجواسيس، فقد تتحرك أمريكا، ويُشكَّل تحالف للقضاء على إيران وعزلها عمّن حولها.

وفي سياق معرفي، فقد اختلفت معطيات القوة لدى دول العالم، فلم تعد القوة المتغطرسة الهوجاء هي الحل.

هناك تنوّع في التصنيع العسكري، والجميع دخل عالم تطوير الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وحدث تطور سريع وقوي في مجال الصواريخ الباليستية، خاصة تلك التي تتجاوز سرعة الصوت بمرات عدة، وكذلك الطائرات المسيّرة.

فلم يعد تصنيع وتطوير الأسلحة مقتصرًا على دولة بعينها، بل أصبحت التوازنات والهيمنة تشمل مجموعة كبيرة من الدول وفي مجالات عدة.

إن هذه النزاعات، وإن بدت بسيطة، تعيد رسم خرائط الدول من حيث القوة العسكرية، حيث يشمل ذلك تصنيف الأسلحة من حيث قوتها وتنوعها وتطورها ومداها التقني، وكذلك الجيوش ككل.

وستتغير مفاهيم الردع والقوة تمامًا بعد حرب غزة، وإيران، واليمن مع إسرائيل، وأيضًا باكستان مع الهند. حتى آخر عملية نوعية لأوكرانيا بالطائرات المسيّرة مع روسيا كانت مختلفة.

لذلك لا بد من إعادة الحسابات مرة أخرى للجميع، والاعتماد بشكل كبير في الحروب القادمة على هذه الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، التي ترجّح كفة مستخدمها بسرعة.

فلم تعد أنظمة الدفاع الجوي للكيان — كـ “ثاد”، و”مقلاع داوود”، و”القبة الحديدية” — قادرة على التصدي لقوة الصواريخ وكثافتها.

لذا، يجب أن تتجه منظومات الدفاع الجوي إلى التحديث العاجل لمواكبة قوة وسرعة هذه الصواريخ.

وأرى أن الأيام القادمة ستشهد تسارعًا كبيرًا من الدول نحو امتلاك أعداد ضخمة من الصواريخ الباليستية المتنوعة.

المناوشات العسكرية الأخيرة تكشف عن تطور كبير في إمكانيات الجيوش، وقوة التحالفات، والتعمق الاستخباراتي، وتدق ناقوس الخطر للجميع، مما يستدعي يقظة واستعدادًا عسكريًا شاملًا.


#"إسرائيل #إيران #الحرب #الصراع #الصواريخ #القبة الحديدية #غزة #منظومة الدفاع الجوي #موقع العالم الآن الأخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة