الأثنين. أكتوبر 27th, 2025

د. أحمد كمال يكتب: برامج التعارف والإباحية!

العالم الآنالعالم الآن 8, أكتوبر 2025 21:10:12

كلنا نعلم أن معدَّل الزواج تراجع في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، نتيجة ارتفاع التكاليف، والتقاليد الاجتماعية المعقَّدة التي لا أصل لها في الدين، ولا في العُرف القديم.

صعوبةُ الحياة، ومعها جنونُ مواقع التواصل الاجتماعي في عرض أنماط المعيشة المختلفة، دفعت بعض الشباب والفتيات إلى استغلال الهاتف المحمول بأسوأ الطرائق.

ولم تعد المشكلة مجرَّد تفريغ رغبة، بل تحوَّلت إلى ظاهرة عالمية تهدِّد القيم والأخلاق.

اليوم نجد على برامج التعارف ما يشبه شبكاتِ دعارةٍ فرديةٍ وجماعيةٍ غير محسوسة، ويتم استغلال المراهقات وغيرهن في علاقاتٍ مشبوهة تحت مسمَّى «المواعدة».

ولا يقتصر الأمر على مصر فقط، بل هو ظاهرة عالمية تتوسَّع مع ضعف الرقابة وسهولة الوصول.

أما عن الأفلام الإباحية، فحدِّث ولا حرج، إذ أصبح الوصول إليها بضغطة زرٍّ، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مباحثُ الآداب في الحد من هذه الظواهر.

لكننا أمام مشكلةٍ مركَّبة، تتداخل فيها التكنولوجيا مع الأخلاق، والاقتصاد مع الصحة العامة.

الحلول البنّاءة

1. الحجب الإلكتروني الكامل للمواقع الإباحية:

من الضروري إيجاد آليةٍ تقنيةٍ لغلق هذه المواقع من المصدر، أو حجبِ السيرفرات الخاصة بها بشكلٍ شامل، حمايةً للجميع من الوقوع في هذه المصائد.

ومصر قادرة على ذلك، فقد نجحت سابقًا في ضبط أنظمةٍ إلكترونيةٍ معقَّدة لأسبابٍ اقتصادية، ويمكنها تطبيق المنع التقني في هذا المجال أيضًا.

2. ضبط تطبيقات التعارف:

يجب إيجاد آليةٍ لمنع تحميل هذه التطبيقات أو تقييدها إلكترونيًا، ليس الهدف معاقبة أحد، بل حماية المجتمع من اقتصادٍ مظلم قائمٍ على استغلال الفتيات والشباب.

3. خفض تكاليف الزواج:

من الضروري دعمُ حملاتٍ مجتمعيةٍ ودينيةٍ لتبسيط متطلبات الزواج، وتشجيع الأسر على العودة إلى المعاني الأصيلة للزواج القائم على المودّة والرحمة، بعيدًا عن المظاهر والمغالاة، مع النظر بواقعيةٍ إلى الحلول الشرعية الممكنة، ومنها إتاحةُ التعدد للرجل القادر، كوسيلةٍ لتقليل الضغط الاجتماعي والحد من الانحرافات.

وهنا يجب أن يكون للأزهر الشريف دورٌ فاعل في التوعية والإرشاد.

4. التوعية الصحية والاجتماعية:

لا نريد الخوض في الإحصاءات ومدى دقّتها من عدمه، لكنها كافيةٌ لتدقَّ ناقوس الخطر.

فعلى مراكز الرعاية الطبية أن تحذِّر من انتشار أمراضٍ خطيرة مثل الإيدز، والسيلان، والزُّهري، وغيرها،

فهذه الأمراض لا تهدِّد الأفراد فقط، بل تنذر بخطرٍ على المجتمع بأسره.

إن الخطر الحقيقي اليوم لا يكمن في وجود هذه المواقع أو التطبيقات فقط، بل في سهولة الوصول إليها وضعف الوعي بمخاطرها.

لقد أصبح من واجب الدولة، والمؤسسات الدينية، والإعلام، وكلِّ ربِّ أسرة، أن يبنوا سدًّا منيعًا أمام هذا الطوفان الأخلاقي، فالجميع مهدَّد بالإصابة بهذا المرض.

لذلك، على الدولة أن ترصد بعين الراعي لتمنع الوصول إلى هذه المواقع والتطبيقات بكل الوسائل الممكنة.

عفوًا، إنها ليست حريةً شخصية… بل مرضٌ مجتمعيٌّ خطير يجب أن نتكاتف جميعًا لمواجهته قبل أن يستفحل خطرُه.

إيميل الكاتب:

kemoadwia@yahoo.com


#الإباحية #الزواج #الشباب #برامج التعارف #د. أحمد كمال يكتب #د. أحمد كمال يكتب: برامج التعارف والإباحية! #علاقة مشبوهة #مواقع التواصل الاجتماعي #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة