سلسلة من الأحداث كانت كاميرا الموبايل فيها المحرك الأساسي، وهذا ما ذكرته في مقال «محاضر متلفزة» سابقًا. فمع آخر حادث لمجموعة الشباب بالسيارات الذين تحرشوا بسيارة الفتيات، تم القبض عليهم. ومن المؤكد أنه تم تحرير المحاضر اللازمة من قِبل الفتيات، لكن كان دور الفيديو المصوَّر للواقعة مهمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوثيقًا للحدث.
ومن قبلها كانت واقعة «التوك توك» بطريق الأوتوستراد. ما أثيره اليوم هو: كيف نجعل كاميرا الموبايل أقوى من المسدس؟ وأقتبس مثلًا شعبيًا، حيث قال أحدهم للآخر: “والدي أفضل من والدك”. فسأله: “لماذا؟”، فأجاب: “عندما تكون المشكلة صعبة يحلها”. فقال الآخر: “بل والدي الأفضل، فإنه يمنع حدوث المشكلة قبل وقوعها”.
تخيل عندما تُنشأ منظومة متكاملة لها مواقع وصفحات كاملة بعنوان «محاضر متلفزة»، ومع تكرار الأحداث وتصويرها يتم التحقيق فيها من منطلق حق الدولة والمجتمع، بخلاف البلاغات الرسمية لأصحاب الوقائع. ويكون هذا الأمر مدعومًا من النيابة العامة، بحيث يتم تحديد هوية مرتكبي الوقائع، والتأكد من صحة هذه الفيديوهات أو كونها مفبركة أو مصنوعة بالذكاء الاصطناعي.
فهناك أشياء غريبة تحدث، مثل الشاب الذي خدع الجميع بأنه امرأة على برنامج «تيك توك»، وكانت مفارقة عجيبة. وهذه الأمور سيتم وضعها في الاعتبار وهيكلتها، متى؟ عندما يتم إنشاء منظومة متكاملة للمحاضر المتلفزة أو الموثقة بالفيديوهات، معتمدة قانونيًا بين عناصر وزارة الداخلية والنيابة العامة.
فعندما يحدث ذلك، سيكون هناك حالة من الردع النفسي والمجتمعي، ويجب أن تكون هناك أولوية لحق الدولة أولًا، ثم لبلاغات الوقائع، وذلك للحفاظ على السلم والأمان الاجتماعي، وأيضًا لمواكبة التكنولوجيا واستغلالها. وساعتها يصبح الموبايل أقوى من المسدس.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com