العالم الآن 
انطلق بنا ميكروباص الفن، وماهيتها تجلس بجوار المذيعة، فهي صغيرة الحجم، وكان الكاسيت عالي الصوت، نستمع إلى مهرجان “غِبنا وغاب الإبداع والشغلانة”… وصيحات من كانوا معنا تتعالى: “إنكِ فنانة قديرة!”
قالوا لها: حدثينا، أيتها العرّابة، عن مقصدك من هذه اللوحة. فبدأت تحكي عن معاناتها مع “سقّا الفن” وصلاح أحوالها، لتقول: “أحمد الله”، ثم يتبعثر بهم الحديث هنا وهناك. المذيعة تُبدي علامات الإعجاب، ويحثونها على المُضيّ في جمع لوحاتها الثرية، وتعتلي الفنانة مراتب الإبداع من أول دقيقة!
لكن… المفارقة العجيبة كانت مع اسم البرنامج، إذ خرجت علينا الرسامة الحقيقية من دولة أجنبية، غير مدركة، وسعيدة بأن لوحتها تُعرض في “الميكروباص”! لا تعلم أننا لدينا اقتباس غير مشروع في الإسكندرية! حتى فنّ الاعتذار لا يُجيدونه لحفظ ماء الوجه!
قالت: “كنت أقصد أنني رسمتُها بيدي، لا ناشئة لها، ولكني…”
فلنتعلّم جميعًا أن العالم قرية صغيرة، داخل تمثال رمسيس — أقصد، لنتحرَّ جميعًا الصدق، لتتعلم منا الأجيال القادمة أن لا يُنسَب الإبداع إلا إلى المبدع الحقيقي.
وساعتها تقول الفنانة: “رسمتُ هذه اللوحة… لكنها مش لوحتي.”
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com