منذ قديم الأزل، وبعد عهد المقايضة، كان اختراع فكرة العملات نقلة نوعية في حياة البشر، وتدرجت هذه الفكرة حتى وصلت إلى ما بين أيدينا اليوم. كانت فكرة الجنيهات المعدنية فكرة رائعة وأثبتت نجاحها، ومؤخرًا تم إصدار فئات العشرة والعشرين جنيهًا البلاستيكية.
ولكن مع كثرة تداول هذه الفئات النقدية، تمسح الكتابة والأرقام والخطوط، مما قد يضطر البنك المركزي إلى سحبها من الأسواق. وهنا يثور التساؤل: إذا مُسحت الأرقام، فهل سيتم الاعتراف بها؟!
إذن، ما هو الحل؟ أرى أن يتم تشكيل لجان داخلية بالبنك المركزي لبحث الجدوى من هذه العملات البلاستيكية، فالمشكلة ليست في المسح فقط، بل هناك مشكلات أخرى مثل تأثرها بالرطوبة والحرارة، وحتى مرونتها في اليد.
فماذا لو أبقت اللجنة على استمرار إصدارها؟ حينها يكون الحل المباشر هو ضبط جودة الطباعة بحيث تكون بارزة وقوية، أو إضافة طبقة عازلة بعد الطباعة كما هو الحال في بعض الدول مثل أستراليا، وهي رائدة في صناعة العملات البلاستيكية، وبريطانيا. ويجب أن تكون خامة البلاستيك والطباعة قوية بما يكفي لتحمل الاحتكاك والرطوبة والحرارة، وأن تكون مقاومة للماء، وذلك لإنجاح الفكرة وإطالة عمر الورقة، بما يقلل الحاجة إلى إعادة التدوير.
ومن ضمن أشكال التعاون المجتمعي، يمكن للبنك المركزي تخصيص خط ساخن لاستبدال العملات الباهتة في أقرب بنك، خاصة أن البنك المركزي أثبت نجاحًا كبيرًا في إطلاق وإنجاح برنامج “إنستا” لتحويل الأموال، والذي لاقى إشادة واسعة.
وفي الختام، أقول: هناك العديد من الأفكار التي يمكن أن نحافظ بها على الثقة في عملة بلدنا، حتى لو كانت بلاستيكية.