أول ما تم ضربه من الكيان الصهيوني في إيران كان العلماء، في محاولة واضحة للقضاء على المشروع النووي. إن التقدم العلمي اليوم هو الذي يصنع التوازنات، بين الذكاء الاصطناعي وعلوم النانو تكنولوجي والنووية، حيث يكون الفارق حاسماً في رسم خريطة القوى العالمية.
ففي زمن كورونا، برز دور علماء الميكروبيولوجيا في تطوير المضادات الفيروسية، كما أن الجيوش تعتمد اليوم على ترسانة علمية متقدمة في هندسة الصواريخ وتصنيع الطائرات المسيرة. حتى على المستوى الاقتصادي، نجد أن العلم هو العامل الحاسم في مجالات الزراعة والصناعة، حيث يظل الحل الأفضل في مواجهة التحديات. ولا ننسى دور العلوم الإنسانية والدينية في بناء الوعي وتقوية العقيدة الصحيحة للأمم.
بعد كل هذا، يطرح سؤال ملح: لماذا لا يتم تعيين حملة الماجستير والدكتوراه في القطاعات الحكومية بشكل عاجل للاستفادة من كفاءتهم في صناعة الفارق؟ لقد مرت عشر سنوات دون تعيينات تُذكر لهؤلاء الخريجين، فلمصلحة من هذا الإهمال؟
الوطن في أمس الحاجة إلى هؤلاء العلماء والمتخصصين لتحقيق التوازن المطلوب. فالجامعات والمراكز البحثية تعاني نقصاً حاداً في الكفاءات العليا، سواء في المؤسسات الحكومية أو الأهلية. وعند الحديث عن الميزانية المطلوبة لتعيينهم، فإن الأمر لا يقارن بما يوفره وجودهم من قيمة مضافة للدولة.
في ظل التسارع العلمي الذي نشهده اليوم، والصراعات العالمية المحتدمة، أصبح من الضروري أن تدرك الدولة حجم احتياجها لأبنائها من حملة الماجستير والدكتوراه في جميع التخصصات. فبالإضافة إلى أن أعدادهم حتى عام 2025 محدودة، فإن المؤسسات التعليمية والبحثية تعاني من شحّ في الكوادر المؤهلة.
لذا، أتوجه برجاء إلى الوطن: أن يُفطن إلى ضرورة استيعاب هؤلاء العلماء والمتخصصين، ويقدّر شغفهم لخدمة بلدهم. فبدونهم، كيف سنلحق بركب التقدم؟ وكيف سنصنع المستقبل؟
ايميل كاتب المقال : kemoadwia@yahoo.com