عندما أستمع إلى قصيدة شوقي يتغنَّون بها: «أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك»، حُبًّا لنبيِّ الله محمد ﷺ، أجد أن الزمان لم يجُد بمثلك يا رسول الله ﷺ، ولو كانت لك كلمات الشعر كلُّها مدحًا في يوم ميلادك، ما كفت ولا وفت لقدرك يا حبيب الله.
وصدق الشاعر حين قال: «وُلد الهدى والكائناتُ ضياءُ»، والأعظم من ذلك قول الله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين﴾.
وعن صبرك يا رسول الله ﷺ على أذى المشركين تُكتب الدواوين. لقد وُلدتَ في عام الفيل، واختلفت الروايات في تحديد يوم الميلاد، لكنه في ربيع الأول جاءت الرحمات. ونتعلم جميعًا منك الصبر، ففي عام الحزن فقد النبي ﷺ عمَّه وزوجته، وانقطع الوحي لبعض الوقت، ثم جاءت رحلة الإسراء والمعراج نورًا ونبراسًا، وتأكيدًا لمعنى المنحة بعد المحنة.
وما زادت بك المدينة يا رسول الله ﷺ إلا نورًا وقدرًا، فسُمِّيت بالمدينة المنوَّرة. وعن قول رسول الله ﷺ للأنصار عند توزيع الغنائم حين تغيّروا بعض الشيء، قال لهم: «ألم يكفكم أن أتيتُ معكم؟»، فتلك نعمة عظيمة علموا قدرها، فبكوا فرحًا برسول الله ﷺ.
جعلك الله رحمةً مهداة لكل من أخذته الحياة، يا خير خلق الله. فيك تذهب أرواحنا، فأبا الزهراء، رفقًا بنا حبًّا.

