ختام فعاليات ملتقى الشارقة للسرد «الرواية في مواجهة الذكاء الاصطناعي»

حسنات الحكيمحسنات الحكيم 11, سبتمبر 2025 17:09:48

اختتمت بالمجلس الأعلى للثقافة فعاليات الدورة الحادية والعشرين من ملتقى الشارقة للسرد، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة، برعاية وحضور سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

حملت الدورة عنوان «الرواية والذكاء الصناعي»، وامتدت على مدار يومين، ناقش خلالهما نخبة من الأدباء والنقاد والأكاديميين أربعة محاور رئيسية وهى: – الرواية بين التخييل البشري والذكاء الاصطناعي.
-هل سيشكل الذكاء الاصطناعي مكونات روائية جديدة؟
-أثر الذكاء الاصطناعي في تحلل الرواية من شرطها الإنساني.
-هل ستختفي الرواية أم ستظل سيرة للإنسان والمكان؟
وقد شهدت الجلسات النقدية لملتقى الشارقة للسرد بالقاهرة نقاشات ثرية حول علاقة الرواية بالذكاء الاصطناعي؛ حيث جاءت الجلسة الأولى باليوم الختامى بعنوان «هل سيشكل الذكاء الاصطناعي مكونات روائية جديدة؟» وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة التي شددت على أن الرواية ستظل مرآة للروح الإنسانية مهما تطورت أدوات الكتابة. فيما رأى الدكتور محمد الخولي أن الأدب لم ينفصل يومًا عن الحضارة الإنسانية، محذرًا من نصوص الذكاء الاصطناعي التي تفتقد المقصودية وتشوش الذاكرة. وأكد الأديب سيد الوكيل أن الرواية تظل فضاءً أوسع من القصة، وتبقى قادرة على استيعاب التحولات مهما بلغت.
وتحدثت الباحثة رحاب رمضان عن بدايات التجارب الرقمية منذ خمسينيات القرن الماضي وصولًا إلى النصوص الخوارزمية المعقدة في الثمانينيات؛ فيما أثار الدكتور هيثم الحاج موضوع أثر التقنية في إعادة تعريف السرد والشخصية الروائية من خلال نماذج معاصرة تكشف تداخل الإبداع البشري مع التقني.
أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان «الذكاء الاصطناعي وأثره في تحلل الرواية من شرطها الإنساني» وأدارها الدكتور السيد نجم. وقد أشار الدكتور عادل ضرغام إلى التحدي القائم بين اعتبار الذكاء الاصطناعي بديلًا عن الكاتب أو مجرد أداة مساعدة؛ فيما تناول الدكتور محمد زيدان بلاغة التلفيق في السرد ومجازاته الجديدة. وقدمت الدكتورة هويدا صالح دراسة حول ما بعد الإنسانية، مبينة أثر الذكاء الاصطناعي في زعزعة المفهوم الإنساني التقليدي، بينما ناقشت الدكتورة إيمان عصام مفهوم الرواية المؤتمتة وخصائصها، متسائلة عن مدى مقبوليتها لدى المتلقي التقليدي.

فيما جاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان: «هل ستختفي الرواية أم ستظل سيرة للإنسان والمكان»، وأدارها الكاتب عزت القمحاوى، وشارك فيها كوكبة من الأكاديميين والنقاد وهم: الدكتور عايدي علي جمعة، والدكتورة حنان الشرنوبي، والدكتور سعيد شوقي، والباحث أحمد مجاهد جادو.
أشار الدكتور عايدي علي جمعة إلى أن الذكاء الاصطناعي حقق حضورًا واسعًا في مختلف مجالات الحياة، بل وأصبح قادرًا على إنتاج نصوص أدبية بسرعة فائقة، لكنه يظل محكومًا بما يزوّده به الإنسان من تعليمات ومعطيات، ما يجعل الإبداع البشري جوهريًا في توجيه هذا الإنتاج.

أما الدكتورة حنان الشرنوبي فقدمت رؤية متخيلة لمستقبل الأدب، تساءلت فيها عن احتمال أن تمنح جائزة نوبل لرواية من تأليف روبوت عام 2050، وهل يمكن أن يتفاعل القارئ مع نصوص تفتقد الروح الإنسانية، مقارنة بأعمال نجيب محفوظ التي جسدت عمق التجربة البشرية.

فيما تناول الدكتور سعيد شوقي الفارق بين القص الإنساني والقص التوليدي عبر مقارنة قصة “زعبلاوي” لنجيب محفوظ بنصوص أنشأها الذكاء الاصطناعي، مبينًا أن التقنية تستطيع تقليد الشكل لكنها تعجز عن نقل القلق الوجودي والبعد الروحي للسرد.
كما أشار الباحث أحمد مجاهد جادو إلى أن مستقبل الرواية لن ينفصل عن التحولات التكنولوجية، لكنها ستظل سجلًا للذاكرة الإنسانية ومرآة للهوية الثقافية، بفضل قدرتها على التكيف مع المستجدات دون أن تفقد جوهرها.

وفي الجلسة الختامية التى جاءت بعنوان «شهادات»، وأدارتها الدكتورة أماني الجندي، أضفت الكاتبتان عفت بركات وجلاء الطيري بُعدًا وجدانيًا على الملتقى من خلال نصوص سردية تمزج بين الحكاية الشعبية والخيال الطفولي؛ حيث قدمت عفت بركات شهادة إنسانية متشبعة بالذكريات الإنسانية والرموز الشعبية، استحضرت فيها طفولة مليئة بالحكايات والدمى المصنوعة يدويًا، بما يعكس دور الحكي في مقاومة الفقد وصناعة الأمل. بينما رسمت جلاء الطيري عالمًا مدهشًا من الحكايات الجنوبية الممزوجة بالأساطير والخيال؛ حيث يتحول الجد إلى معلم للحكاية، واللغة إلى وسيلة لترويض المخاوف وصناعة الدهشة.

واختُتمت فعاليات الملتقى بتوزيع شهادات التقدير على المشاركين، وسط إجماع على أن أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج نصوص تحاكي البناء السردي، لكنه يفتقد الروح الإنسانية التي تمنح الأدب فرادته، مؤكدين أن الرواية ستظل مرآة للإنسان والزمان والمكان مهما بلغت التطورات الرقمية؛ لذا فإن الرواية ستظل حية ما دامت الروح البشرية باقية.


#أخبار العالم الآن #العالم الآن alalamalan #العالم الآن الإخبارى alalamalan #جمهورية مصر العربية #ختام فعاليات ملتقى الشارقة للسرد «الرواية في مواجهة الذكاء الاصطناعي»

اخبار مرتبطة