عاجل
الأربعاء. يوليو 16th, 2025

حمدى رزق يكتب :”إسماعيل ياسين” في ذكراه..بسمة من زمن “الأبيض والأسود” مرسومة على وجه زمان عابث بالألوان

العالم الآنالعالم الآن 24, مايو 2025 07:05:51

من لزوميات الكاتب الصحفي، مفكرة حمراء، تذكره بالتواريخ، والمناسبات، وفيها فيض خاطره مدونا، وعادة ما أعود إلى أجندتي التي فى حجم الكف أطالع التواريخ، وأراجع الأفكار، وأبحث عن فكرة تصلح مقالا..
مدون في أجندتي تاريخ حزين، وفاة اسماعيل ياسين في 24 مايو 1972، فطرني التاريخ مجددا ، كل ما مر بي هذا التاريخ ينتابني حزن شفيف ، تمتمت ترحما على من يمنحني ابتسامة محببة من قبره، رحل وترك لنا معين لا ينضب من السعادة، نغترف منه ليخفف علينا حرور الحياة .
توقفت مليا أمام صورة “سمعة” بالأبيض والأسود ، وسألته عن سره، سره باتع، لم أظفر منه بإجابة، ضحك ضحكته الشهيرة و مضى إلى الجنة ، نتمناها من قلوبنا ، بقدر ما رسم البسمة علي وجوهنا .
فكرت مليا ، تكتب أيه عن إسماعيل ياسين بعد مرور نصف قرن ونيف من السنين علي رحيله ، لو كتب العمر كله ما أوفيت “سمعة” حقه .
تكتب عن إسماعيل ياسين، إذا أنت تكتب عن البهجة، عن الظُرف، بالضمة، عن اللطافة واللياقة ، عن الضحكة الصافية من القلب.
إذا كنت مهموماً “سمعة” يزيل الهموم، وإذا كنت محزوناً، يمسح الأحزان، وإذا كنت فى ضيق يفرج عنك بقفشاته، ومونولوجاته، إسماعيل بسمة من زمن “الأبيض والأسود” مرسومة على وجه زمان عابث بالألوان.
**
تعلقت به صغيراً، فمى صغير لم استطع تقليده، بقه يبتلع الهموم ، وبعد أن شاب الشعر منى وبلغت من العمر عتيا لايزال سمعة يبهجنى، ويسعدنى ، ينبوع السعادة ، وصاحب السعادة الذي رحل وهو يغني ، كلنا عاوزين سعادة. بس ايه هيا السعادة. و لا ايه معنى السعادة. قوللى يا صاحب السعادة. قوللى .. قوللي.
وفى ذكراه أتذكر كم أسعدنى هذا الضاحك الباكى، وقبل أن آوى إلى فراش ساخن من عذابات النهار، من الألم والنكد والغم، أبحث عن “سمعة”، اتقفى أثره فى كل قنوات المتعة الكلاسيك، إذا عثرت عليه وحبذا لو كان رفيقه عبد الفتاح القصرى حاضراً استريح، شهيق، تغمض جفونى من طول أرق وإرهاق، أنام هانئ البال، مرتاح الفؤاد، يرسم بسمة تظل عالقة على شفتى حتى الصباح.
يتعجب وحيدي ( مازن ) “أنت بتضحك يا بابا وأنت نايم”.. أرد وأنا فى مزاج رائق “عمك سمعة ملوش حل”.. لم يخفف عنى وعن جيل الآباء المطحونين طحناً سوى “سمعة”، نعمة من الله أن وهبنا اسماعين ياسين، كنا ننطق اسمه ونحن صغار لا نميز الحروف، هكذا “سماعين”، وجد لنفسه من قبره مكاناً بين الأسرة، ألجأ إليه كلما استبد بى القلق، وأحن إلى عذوبته فى زمن الهجير، وأشتاق إلى ضحكته كلما أظلمت الدنيا فى وجهى، لم يخيب ظنى أبدا .
لا أخفيكم سراً، “سمعة” هو صديقى الذى ائتمنه على ألمى فيحوله إلى أمل، قادر على أن يبلسم الجروح، ويطبب الجروح، ويبهج النفوس.
بابا من زمن الأبيض والأسود، من بتوع إسماعيل ياسين، هكذا يتندر بتاع توم كروز وعبده موتة على العبد لله، ابنى الوحيد من جيل لم يجرب الضحكة الرايقة، والجملة النظيفة، والعذاب  على شفاة تبتسم.
إسماعيل ياسين الوحيد الذى يبكينى ويشجينى، فخراً ( من الفخر ) أتيه ( من الافتخار ) نعم أنا من بتوع سمعة، أنا من دراويش أبو ضحكة جنان، ولا أشاهد غير سلسلة أفلام إسماعيل ياسين، من الطيران إلى الأسطول، أعيش لحظات مفعمة بالبهجة مع مغامرات ساذجة، مفرطة فى البساطة، وجمل مبهجة من فرط بساطتها أقع على ظهرى ضحكا .
أحفظ أفلام إسماعيل ياسين عن ظهر قلب، كل لقطة، كل مشهد، كل ضحكة ضحكتها مئات المرات على مدار سنوات، “سمعة” كالجبنة الرومى كل ما يقدم يحلو.
**
تمنيت أن أملك أموالا ذات يوم بعيد، فقط لابنى بها سينما باسم إسماعيل ياسين تعرض فقط أفلام “سمعة”، يقينا جمهورها من بيض الشعور، مثلى سيكون حاضراً، دخلت سينما في ” لندن ” مخصصة فقط لعروض الأفلام القديمة ” أبيض وأسود ” و كانت فرجة مدهشة من جمهور من بيض الرءوس ، وكأننا في ثلاثينيات لندن ..
حضور “سمعة” فى كل فيلم  تلمسه فى كل بيت، جيل الآباء يبحث عن “سمعة” كل ليلة، خلاصا و هروبا من أفلام الرعب الأزلي والأعضاء المتطايرة والدماء النازفة ، تلك التى غزت غرف النوم، حتى رعب “سماعين” جميل، فى فيلم ” متحف الشمع ” كانت هناك مومياء قبيحة مخيفة، لكن مومياء على مين ، علي إسماعيل والقصرى، مغامرات تهلك من الضحك ، حتى أفلام الرعب عند إسماعيل نوع من الرعب اللذيذ، عمركم شفتم رعب لذيذ.
وعندما يحب على نفسه ، وتتجاهله الحبيبة الجميلة عادة، ويقف أمام المرأة يندب شكله، يا عينى على الحب، على الصبر، حب إسماعيل حب جميل، يأتى بأفعال عاطفية عجبا، تهلك من الضحك، تسقط المحبوبة صريعة فى حب أبو “بق” كبير، بقو، اسم لإسماعيل فى فيلم لفريد الأطرش، ضحك فشيخ، و”فشيخ” هذه من قاموس النبى حارسه وصاينه ، جيل كنتاكي وماك و
ستاربكس ، وهو يحكى عن أفلام كوميدينات هوليوود، كانت فين هوليوود وسماعين يأتى عجبا.
تهرب من فضائيات الليل وآخره وفيها عشرات من المهابيل إلى إسماعيل اللذيذ، تفر من النكد، من الألم، من الصداع، من وجع الدماغ، وغلاء الأسعار، وترندات الليل وأخره ، تحول الريموت إلى اسماعيل ياسين، وكأنك انتقلت إلى عالم آخر، الضحكة، والنكتة، والمونولوج، والإفيه، والموقف، ينقلك بخفة إلى عالم مرييييييح، جميييييل، مبهج، “سمعة” لم يضبط قط يوتر المشاهدين، إسماعيل علاج مضاد للاكتئاب، مثل الشيكولاته السوداء تمنحك شعورا محببا بالسعادة.


#أحوال العالم الآن #إسماعيل ياسين #العالم الآن الإخبارى alalamalan #العالم الآن. قناة العالم #جمهورية مصر العربية #حمدى رزق يكتب :"إسماعيل ياسين" في ذكراه..بسمة من زمن "الأبيض والأسود" مرسومة على وجه زمان عابث بالألوان

اخبار مرتبطة