جميعنا سعداء بايقاف نزيف الدم والإبادة بغزة الذي ندعو الله إلا يعود،
ولكن مع تلك المشاهد هل أستتب الوضع بفلسطين؟ أم أننا علي مشارف تغيير جذري بالمنطقة وبغزة؟ فهذا ما ستتشابك معه السطور القادمة عبر التساؤلات المطروحة خلال المقال.
– هل ٧ أكتوبر كانت باتفاق بين حماس واسرائيل؟
لقد كان فخا بدأت إرهاصاته منذ تصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام ٢٠٠٤، ثم الشيخ احمد ياسين ثم دكتور عبد العزيز الرنتيسي عام ٢٠٠٤ لتدب الفرقة بين قيادات فتح وحماس بعد التخلص من القيادات التاريخية، والتي بدأت منذ مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو الذي سبقه حملة اغتيالات وتصفية لكل من يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني واعتباره دولة. ثم جاء صعود حماس ٢٠٠٧ واستقلالها بإدارة قطاع غزة وسبقها قيام اسرائيل في خطة فك الارتباط عام ٢٠٠٥، الذي سبقها بناء جدار للفصل عام ٢٠٠٠٢ وأسميناه بالعنصري ، وكأننا أكلنا الطعم لتصل غزة إلي الوضع الذي نحن عليه اليوم ليرفض العالم حكومة حماس وتتحول من مقاومة لفصيل سياسي منبوذ وجب علي اسرائيل إبادة كل من انتخبه.
– ما الدليل علي ذلك؟
هناك خطط منذ وقت حكومة نتنياهو الأولي عام ١٩٩٦ تضع بداخل غزة مطارات وموانئ، وتستهدف تحويل غزة لممر دولي ضمن مشروع ممر الهند الاقتصادي الذي تعتبره الولايات المتحدةمشروع بسط النفوذ والسيطرة كقطب اوحد بالعالم.
ولن يفهم تلك السطور الماضية إلا اصحاب المشروع الصهيوأمريكي الذين يعرفون متي تم التفكير في مشروع ممر الهند الاقتصادي.
فلم يكن من الممكن ان يحدث ذلك وغزة يقطنها أهلها المرابطين، كان لابد من تدمير كل سبل الحياة بداخلها لإعادة الإعمار علي المخطط الأمريكي ريفيرا الشرق.
– هل سيعيش أهل غزة داخلها من سكان غزة؟
من يستطع الحياة في مدينة مدمرة بلا خدمات، ولا مشافي في ظل إعاقات ومرض وسرطانات ، وأمراض جلدية وتنفسية خطيرة وكسور وجروح تتطلب تخصصات نادرة هو من يستطع البقاء.
وسيبقي في كانتونات نائية معزولة عن الممر الدولي والقواعد العسكرية والموانئ.
اماً من سيقطن الريفيرا هم المهاجرين غير الشرعيين الذي يسعي ترامب للتخلص منهم خارج الولايات المتحدة، فمنهم عناصر طيبة من المنظور الأمريكي لكن ينقصهم أوراق ثبوتيه، ويمكن اعادة نقل المكون العضوي ليصبح اكثر انتاجا تحت العلم الامريكي، ومن يقاومه أهل غزة فقد لقي مصيره دون ضرر لنقاء العرق الأمريكي المهوس به ترامب، وذلك تطبيقا لنظرية الحدود الأخطبوطية كحدود تتعدي المحيطات تحمل علم وسيادة الدولة القادرة علي بسط نفوذها وسلطاتها.
– وماذا بشأن حكم غزة؟
تحت الانتداب أو تحت الرعاية تمهيدا لاعتراف امريكا بالاتحاد الفيدرالي الابراهيمي بالمنطقة، عقب اكتمال مخطط اتفاقات أبراهام ومشروعات الربط الإقليمي لتحقيق التكامل الفيدرالي الإقليمي بالمنطقة. وقتها ستعترف الولايات المتحدة بولاية فلسطينية ضمن الاتحاد الفيدرالي الابراهيمي تحت قيادة اسرائيل ، التي ستتحكم مركزيا في كل موارد المنطقة عبر مشروعات الربط الذي تمولها الدول العربية بتكنولوجية اسرائيلية.
– وماذا بشأن الدول العربية؟
سيبدأ الجميع بفتح باب السلام الابراهيمي علي مصرعيه والتعاقد علي مشروعات الربط، ثم ستدب الأحداث الداخلية ما بين فشل اقتصادي، وفشل في الرفاهة، وعلو ملف الطائفية والقوميات الفرعية ، كما يحدث الان في اهم الدول الابراهيمية بالمنطقة المغرب.
مع الانفتاح علي التطبيع الابراهيمي الذي يقضي بهوية إحلالية للهوية الاسلامية والمسيحية والعربية والوطنية، عبر مقررات دراسية وبرامج تليفزيونية ومعاهد بحثية ومشروعات بحثية، وبرامج دينية ورجال دين وساسة، وإعلاميين وممثلين وكتاب وأدباء فهم القادة الروحيين للمخطط.
مع إمكانية انتشار وباء او كوارث طبيعية مدمرة لتزيد من فشل وضعف النظم العربية الحاكمة وتقلل من عدد السكان في ضوء مفهوم البقاء للأصلح ونظرية الانتخاب الطبيعي لداروين إلا أن الوضع لم يعد طبيعي، خاصة من تناسبت جيناته مع مخطط التلاعب الجيني عبر الفيروسات المحورة جينيا كفيروس الكورونا، وإنترنت الأجسام المصاحب للمصل.
– هل عدم فوز ترامب بجائزة نوبل سيجعله يتراجع عن مفاوضات السلام؟
نوبل هي مطلب ترامبي لمن ملك المال والثروة والسلطة والنفوذ، ليرضي غروره كمدير للعالم، اماً المفاوضات هي ترتيب آخر لحركة مستترة ترأس العالم في الظل.
فبعد الضربة الفاشلة الإسرائيلية لقطر بدأت امريكا في موضع حرج خوفا علي غضب الخليج ، الذي أنتهكت سيادته وغضبت شعوبه فكيف يمكن الاستمرار في اتفاقات أبراهام، وكان لابد من الإسراع في موجة السلام بعد سلسلة الاعترافات الدولية بفلسطين التي اعتبرتها مجلة تايمز أوف إسرائيل في صالح اسرائيل، وليس في صالح فلسطين حتي يكون اعتراف غير واقعي يساعد في شيطنة حماس ، ويسقط دورها بالمنطقة ويسرع من الترتيبات الإقليمية الجديدة.
– ما مصير نتنياهو؟
مصيره في يد بني جلدته ، ولكني أتوقع ان يعد علي المشهد احد قيادات المعارضة لغسل سمعة الكيان، أمام الرأي العام العالمي والعربي لتكتمل اتفاقات أبراهام
– هل بدأ التطبيع الشعبي؟
نعم مع الأسف فجميعنا نري عرب ومصريين، يظهرون مع صهاينة في قنوات عربية بحجة المناظرة، ولكنه تطبيع نريده إسرائيل لتخترق المجتمعات ونعتاد علي مظاهرهم وقصصهم، بل ونحترمالاستتذ والدكتور والوزير الذي يظهر معنا لننسي انه قاتل غازي مستعمر.
هذا اضافة للتعاون البحثي والأكاديمي الذي يتم من خلال صهاينة بمنظمات أوروبية وامريكية، يتعاونون مع منظمات منتظرة عربية. علاوة علي مشروعات تعاون اقتصادي، وايضاً الأخوة الإنسانية وتبعاتها والبيوت الإبراهيمية ووهم الصلوات المشتركة.
والقيادة المركزية الأمريكية التي تلعب خلالها اسرائيل دور محوري بموقع القيادة وتحالف ميسا الاستخباراتي.
– هل لا يمكن إيقاف ذلك؟
– يمكن بتوعية الشعوب برفض الابراهيمية
-بدور رجال الدين
عبر رفض تسميه الاتفاقات بالإبراهيمية ، حتي وإن رغبت الدول في عقد اتفاقات مع اسرائيل ، يجب إلا تكون إبراهيمية، ويسبقها مطالبة إسرائيل بترسيم حدودها
ورفض التطبيع الشعبي، وإيقاف استضافة الصهاينة في التلفزيونات العربية ، ونبذ العربي الذي يظهر معهم حتي وإن كان لاعنا لهم
إيقاف ما يسمي بوثيقة الأخوة الإنسانية
إيقاف مشروعات الربط، ورفض مشروع ممر الهند الاقتصادي
دعم بقاء النظم العربية ونبذ الفرقة.
وختاما ، القادم ليس قدر وأنما طريق علينا أن نحسن السير فوق الصراط وإلا سنسقط لا قدر الله في الهاوية ، فالتسلح بالدين والإرادة والقدرة علي التمسك بالسيادة والثوابت والأوطان، هو المناص الوحيد.

