معروف ان الدراما التلفزيونية هى الأكثر تأثيرا فى تشكيل وصناعة الوعى فى المجتمع وتقوم بدور الأمن القومى فى الحفاظ على أخلاق وتقاليد أى مجتمع وما حدث فى السنوات الأخيرة من تجريف لهذه القيم واستدعاء قيم غريبه عن المجتمع المصرى جلبتها لنا وسائل التواصل الاجتماعى سواء بغير قصد أو عن قصد لهدم المجتمعات واصبحت تمثل وسائل التباعد والتفكك الأسرى وليست التواصل الاجتماعى
وحسنا فعل الرئيس ، عبد الفتاح السيسي عندما أحس بغضب المصريين ورفضهم للأعمال التى تقدم خلال شهر رمضان، بعد أن زادت عن الحد وأصبح معظمها يعتمد على مشاهد الجنس والعنف والمخدرات والخيانة بما يعد هدما للأخلاق وتصدر نجوم بعينهم لهذه الأعمال كل منهم يقول على نفسه” نمبر وان” وتضخمت ثرواتهم على حساب هذه القيم النبيلة التى تميز الشعب المصري
لقد وجه الرئيس صناع الدراما، إلى تقديم “دراما إيجابية”باعتبارها عنصراً فعالاً في تشكيل الوعي المجتمعي وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن، مؤكداً على ضرورة ألا يكون المحتوى المقدم للجمهور مقتصراً على الغث أو الهزل فقط، أو ما لا يساهم في بناء الأمة وخلال مشاركته في الإفطار السنوي للقوات المسلحة، تحدث الرئيس عن ضرورة إسهام الأعمال الدرامية والإعلام في تعزيز الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة، مشيراً إلى أدوار أخرى للفن وليس مجرد وسيلة للتسلية وطالب السيسي صناع الفن بـعدم رعاية الغث والهزل فقط داعياً للبحث عن الصالح ودعمه، فيما أشاد بتجربة الفنان سامح حسين في برنامج “قطايف” المعروض على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ويقوم بهذا الدور من خلال رسائل قصيرة ويلقى ردود فعل إيجابية.
وجاء رد الفعل السريع على تصريحات السيسي، من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بتشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع صياغة ورؤية مستقبلية واضحة للإعلام والدراما المصرية. تضم نخبة من الشخصيات البارزة وأصحاب الخبرات في مختلف المجالات، بما يضمن تمثيلًا متوازنًا لمختلف القطاعات والفئات، وتحقيق رؤية أكثر شمولًا للارتقاء بالمحتوي الإعلامي ككل وبما يسهم في تعزيز رسائلها الإيجابية تجاه الفرد والمجتمع
وكذلك رد فعل احمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بعقد مؤتمر تحت عنوان “مستقبل الدراما في مصر” في شهر أبريل الحالى بهدف مناقشة سبل تطوير المحتوى الفني، بما يواكب التحديات المجتمعية، ويتماشى مع رؤية الدولة في تعزيز القيم الوطنية.
وإذا كان المخرج محمد سامى قد نال النصيب الأكبر من الهجوم وغضب الجماهير بسبب الأعمال التى قدمها فلا يجب أن يكون هو كبش الفداء الوحيد فهناك جهات وافقت على هذا المحتوى يجب أن تحاسب ويعاد تشكيلها وأرى أن الحل ليس الهروب من العاصفة وإنما الإعتراف بالخطأ والرجوع إلى الأعمال التى تجسد روح الحب والعطاء والقيم النبيلة وما أكثرها فى الشعب المصرى وكذلك تقديم النماذج الناجحة فى كافة المجالات وعندنا خبرات وقامات من العلماء والفنانين والرياضيين والسياسين ورجال الدين المعتدلين، ليتنا نستفيد من سقطاتنا ولا ننتظر حتى تصل شكوانا الى الرئيس ليوجهنا على كل صغيره وكبيره لأن أمامه مسؤليات أكبر تهم الأمن القومى للبلاد أما مسؤلية الفن والدراما لها وزارة الثقافة والتليفزيون المصرى .