الهجرة النبوية وهجرة الحبشة
1. الهجرة إلى الحبشة
- الهجرة الأولى إلى الحبشة: كانت في رجب من العام الخامس للبعثة النبوية (حوالي 615 ميلادي). كانت هذه الهجرة لمجموعة صغيرة من المسلمين (حوالي 12 رجلاً و4 نساء) فراراً من اضطهاد قريش.
- الهجرة الثانية إلى الحبشة: كانت في العام السابع للبعثة النبوية (حوالي 617 ميلادي). كانت هذه الهجرة أكبر عدداً، وشملت حوالي 83 رجلاً و18 امرأة، وكان من بينهم جعفر بن أبي طالب (ابن عم النبي) وزوجته أسماء بنت عميس، وكذلك أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان وزوجها عبيد الله بن جحش.
2. الهجرة إلى المدينة المنورة (يثرب)
- هجرة المسلمين الأوائل إلى يثرب: بدأت بعد بيعة العقبة الثانية، أي في العام الثالث عشر للبعثة النبوية (حوالي 622 ميلادي). بدأ المسلمون بالهجرة فرادى وجماعات من مكة إلى يثرب بتوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم.
- هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق:
- خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من مكة في ليلة الخميس 27 صفر من العام الرابع عشر للبعثة النبوية (الموافق 12 سبتمبر 622 ميلادي).
- وصلا إلى قباء (قرب المدينة) في يوم الاثنين 12 ربيع الأول من العام الأول الهجري (الموافق 24 سبتمبر 622 ميلادي).
- دخلا المدينة المنورة (يثرب) في يوم الجمعة 16 ربيع الأول من العام الأول الهجري (الموافق 28 سبتمبر 622 ميلادي).
** يعتبر العام الأول الهجري هو العام الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وبدأ به التقويم الهجري.
أسباب الهجرة
تعددت الأسباب التي دفعت النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين للهجرة من مكة، أبرزها:
- اشتداد الأذى والاضطهاد في مكة: بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها في “عام الحزن”، فقد النبي صلى الله عليه وسلم سندين قويين كانا يحميان دعوته. استغل كفار قريش ذلك، فاشتد أذاهم للمسلمين، وبلغ بهم الأمر حد التخطيط لقتل النبي صلى الله عليه وسلم.
- البحث عن بيئة آمنة للدعوة: كانت مكة بيئة معادية للدعوة، ولم يعد بالإمكان نشر الإسلام بحرية. كان لا بد من البحث عن مكان يمكن للمسلمين فيه أن يعبدوا الله بأمان، ويقيموا شعائر دينهم، وينشروا رسالتهم.
- بيعة العقبة الأولى والثانية: كانت هذه البيعات بين النبي صلى الله عليه وسلم ووفود من أهل يثرب (الأنصار). أظهر أهل يثرب استعدادًا للإيمان به ونصرته وحمايته، مما وفر البيئة المناسبة للهجرة. في بيعة العقبة الثانية، بايع 73 رجلاً وامرأتان النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وعلى أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم.
****************
تفاصيل الهجرة الاولى والثانية الى الحبشة
****************
تفاصيل الهجرة الى المدينة
الهجرة النبوية الشريفة هي الحدث العظيم الذي يمثل نقطة تحول جوهرية في تاريخ الإسلام، حيث انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون من مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة المنورة لاحقاً)، لم تكن مجرد انتقال مكاني، بل كانت بداية لتأسيس الدولة الإسلامية، وانطلاق الدعوة العالمية.
مراحل الهجرة
لم تكن الهجرة حدثاً فردياً، بل كانت عملية منظمة على مراحل:
- هجرة المسلمين الأوائل: بدأ المسلمون بالهجرة فرادى وجماعات إلى يثرب بتوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يخرجون خفيةً خوفاً من قريش.
- هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر: كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه آخر الهجرات وأكثرها تخطيطاً وسرية.
- التخطيط المحكم: عندما علمت قريش بنية النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة، اجتمعوا في دار الندوة وقرروا قتله. لكن الله تعالى أطلعه على مؤامرتهم.
- الخروج من مكة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً ومعه أبو بكر، تاركين علي بن أبي طالب في فراشه ليوهم قريشاً بوجوده.
- الاختباء في غار ثور: مكثا في غار ثور لمدة ثلاث ليالٍ، بينما كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش، وعامر بن فهيرة يرعى الغنم ليُخفي آثار الأقدام، وأسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام.
- الانطلاق نحو يثرب: استأجرا دليلاً خبيراً بالطرق، وهو عبد الله بن أريقط، الذي كان لا يزال مشركاً، وخرجا في طريق غير مألوف لتجنب مطاردة قريش.
- الوصول إلى قباء: وصل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى قباء (قرب المدينة) في 12 ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة، ومكثا فيها بضعة أيام، وبنى فيها أول مسجد في الإسلام (مسجد قباء).
- دخول المدينة المنورة: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة (يثرب) في موكب عظيم، واستُقبل استقبالاً حافلاً من أهلها الذين كانوا في شوق لرؤيته.
نتائج الهجرة وآثارها
كان للهجرة النبوية آثار عظيمة على الإسلام والمسلمين، منها:
- تأسيس الدولة الإسلامية: أصبحت المدينة المنورة مركزاً للدولة الإسلامية الفتية، حيث أقام النبي صلى الله عليه وسلم نظاماً سياسياً واجتماعياً وقضائياً متكاملاً.
- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المسلمين المهاجرين من مكة والأنصار من أهل المدينة، مما أرسى دعائم مجتمع متماسك قائم على الإخاء والتكافل.
- بناء المسجد النبوي: كان المسجد النبوي ليس فقط مكاناً للعبادة، بل مركزاً للحكم، والتعليم، والشورى، وإدارة شؤون المسلمين.
- نشر الدعوة بحرية: أتاحت الهجرة للمسلمين نشر الدعوة الإسلامية بحرية وسلام، بعيداً عن اضطهاد قريش.
- تغيير اسم يثرب إلى المدينة المنورة: أصبح اسم “يثرب” “المدينة المنورة” أو “مدينة الرسول”، تعظيماً لمكانتها بوجود النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
- بداية التقويم الهجري: اتخذ المسلمون الهجرة النبوية نقطة انطلاق لتقويمهم الخاص، وهو التقويم الهجري، الذي يبدأ من العام الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
****************
الفرق بين يثرب والمدينة المنورة
الفرق بين “يثرب” و”المدينة المنورة” هو فرق في التسمية والوصف والمكانة التاريخية والدينية. إنهما يشيران إلى نفس البقعة الجغرافية، ولكن “المدينة المنورة” هي الاسم الذي اكتسبته بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها وإشراقه بنور الإسلام.
- يثرب: هو الاسم القديم للمنطقة، ويحمل دلالات قديمة غير محبذة إسلامياً.
- المدينة المنورة: هو الاسم الإسلامي المبارك الذي أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم عليها بعد الهجرة اليها، ويحمل دلالات النور والخيرية والقدسية.
1. يثرب (الاسم القديم)
- الأصل اللغوي: كلمة “يثرب” (أو يثرب) يُقال إنها مشتقة من “الثرب” وهو الفساد، أو “التثريب” وهو اللوم والتوبيخ. وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم لما يحمله من دلالات سلبية.
- قبل الإسلام: كانت يثرب اسماً للمنطقة التي يقطنها عدد من القبائل العربية (مثل الأوس والخزرج) واليهودية (مثل بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة). كانت تشهد نزاعات وحروباً طاحنة بين القبائل، خاصة بين الأوس والخزرج.
- في القرآن الكريم: ذُكر اسم “يثرب” في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، في سورة الأحزاب، على لسان المنافقين الذين كانوا يكرهون المواجهة والجهاد: “وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا” (الأحزاب: 13).
2. المدينة المنورة (الاسم الإسلامي)
- التحول: بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها في العام الأول الهجري، أمر بتغيير اسمها من “يثرب” إلى “المدينة”، أو “المدينة المنورة” (أي المدينة المضيئة بنور الإسلام والهداية والنبوة)، أو “مدينة الرسول”.