اياد محمد 
حذّر اللواء أ.د.م/ يحيى الحلوجي، خبير الذكاء الاصطناعي والبحوث الدفاعية المتقدمة، من أن الحروب المعاصرة لم تعد قائمة على القوة التقليدية، بل أصبحت تدار عبر الفضاء الإلكتروني، والرادارات الذكية، والتحكم في المعلومات، مشددًا على أن من يمتلك التكنولوجيا يمتلك أدوات السيطرة والتفوق الاستراتيجي.
جاء ذلك خلال مشاركته في الصالون السياسي الذي نظمه حزب الإصلاح والنهضة بعنوان “الفضاء السيبراني والأمن القومي: تحديات ومقاربات تشريعية”، مساء الأربعاء 25 يونيو، بمقر الحزب بالتجمع الخامس.
وأوضح اللواء الحلوجي أن الحروب السيبرانية والمعلوماتية أصبحت أدوات رئيسية في حروب الجيل الرابع والخامس، حيث لم تعد المواجهة تعتمد على الأسلحة فقط، بل على القدرة على الاختراق، جمع المعلومات، والتحكم في سلوك الخصم عبر أدوات تكنولوجية متقدمة.
كما أشار إلى أن هناك تكنولوجيا يتم تطويرها حاليًا كانت في السابق مجرد خيال علمي، مشددًا على أن العديد من الأفلام التي تتحدث عن سيطرة الذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد روايات، بل أصبحت مشاريع بحثية واقعية في دوائر الاستخبارات والدفاع.
وأكد على ضرورة أن تكون التشريعات الوطنية منفتحة على التطور التكنولوجي، وتسمح ببناء منظومة تشاركية تضم المجتمع، القطاع الخاص، والمؤسسات البحثية، من أجل إنتاج حلول محلية لحماية الأمن الوطني.
واعتبر أن أخطر ما في التكنولوجيا هو غياب الوعي، حيث يمكن تفكيك الدول دون طلقة واحدة فقط من خلال حرب معلوماتية مدروسة. ولهذا، شدد على أن بناء القدرات البشرية الوطنية هو جوهر السيادة الرقمية، وأن الاستثمار في العقول لا يقل أهمية عن الاستثمار في المعدات.
ومن أبرز ما طرحه في مداخلته:
• ضرورة تطوير تشريعات تكنولوجية متكاملة تستوعب التغيرات السريعة في أدوات الصراع
• أهمية دمج المجتمع بكافة فئاته في منظومة الحماية الرقمية
• دعم توجهات الدولة في توطين صناعات الرادار والحماية الإلكترونية
• تحفيز البحث العلمي التطبيقي وربطه بالأمن القومي
• النظر إلى الذكاء الاصطناعي كـ”سلاح استراتيجي” يحتاج إلى بيئة تشريعية مرنة وبشر مدرّب
• توجيه التكنولوجيا نحو خدمة الإنسان، لا تهديده
واختتم الحلوجي حديثه بتأكيد أن مصر تمتلك عقولًا ومهندسين قادرين على المنافسة عالميًا، لكنهم يحتاجون إلى بيئة تمكّنهم، وتشريعات تحميهم، ومؤسسات تثق في قدراتهم، قائلاً: “من يملك التكنولوجيا… يملك القرار”