عاجل
الأثنين. يونيو 9th, 2025

القس جورج شاكر يكتب : سيادة الوزير شكراً … ولكن!!

العالم الآنالعالم الآن 21, يناير 2025 12:01:51

 

بادىء ذى بدء أود أن أسجل شكرى وتقديرى وإمتنانى لسيادة وزير التربية والتعليم لتفكيره الدائب والدائم فى تطوير منظومة التعليم فى مصرنا الغالية.
ولا شك أنه إذا أردنا نهضة حقيقية لبلادنا علينا أن نهتم بالتعليم ونضعه فى مركز الصدارة فى أولويات أهتمامنا … فلا تقدم ولا تطور ولا إستقرار ولا إزدهار، ولا أمن وأمان بدون أن يكون التعليم هو شغلنا الشاغل، وسعينا الدائم بإرادة وعزيمة لا تهدأ ولا تلين.
إلا أنه عبر الأيام القليلة الماضية أعلن سيادة الوزير عن تفكيره فى إضافة درجة مادة الدين إلى المجموع الكلى فى نظام (البكالوريا الجديد) الذى هو بديل الثانوية العامة حالياً إعتباراً من العام الدراسى الجديد 2025- 2026 وأعلن أن درجة الدين ستكون 100 درجة من إجمالى 700 درجه هى مجموع درجات البكالوريا، والحقيقة أن هذه الفكرة قد أثارت جدلاً واسعاً فى الأوساط التعليمية والإجتماعية بين مؤيد ومعارض، وبغض النظر عن قيمة الدرجة فى المجموع الكلى، إلا أنه فى يقينى أن هناك بعض الأمور التى يجب أن نضعها فى الاعتبار قبل أن نفكر أن نخطو خطوة واحدة فى تنفيذ هذا القرار.
أولاً: لا يجب أن نتعامل مع مادة الدين كأى مادة علمية يدرسها الطالب ويمتحن فيها ويحاول الحصول على أعلى درجة وإنتهى الأمر، فهذا يفقدها البعد الروحى، ويحول المادة من قيمتها الدينية السامية إلى معرفة عقليه مجردة فقط .
ثانياً: إن إضافة درجة مادة الدين إلى المجموع تتطلب إجراءات كثيرة لتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب، فكان يجب التفكير فى إزالة الكثير من المعطلات والمعوقات فى طريق تنفيذ هذا القرار، على سبيل المثال توفير معلم تربية دينية متخصص … له حياته الروحية المشهود عنها، لأنه كما يُقال ” فاقد الشىء لا يعطيه” . كما أيضاً من الضرورى توفير المكان المناسب لتدريس الدين.
ثالثاً: نعم! إن مادة الدين فى منتهى الأهمية ولكن لا يجب أن تضاف درجة إمتحانها إلى المجموع الكلى، فمن المفترض أن الهدف من تدريسها هو تكوين أخلاق الطالب وترسيخ قيم ومبادىء الدين، وليس تحصيل أكبر قدر من الدرجات، فلا يمكن أن يتم تدريس مادة الدين تحت تهديد أو وعيد درجة الإمتحان فالحرية من أهم المبادىء التى يجب أن نحياها، والمدرسة بُنيت لتلقى العلوم والمعارف فيها وليس للإعتقاد سواء كان دينياً أو سياسياً أو غير ذلك.
رابعاً: فى تقديرى أن إضافة درجة الدين إلى المجموع الكلى للدرجات يعرقل كل مجهود نبذله لترسيخ مبادىء المواطنة والعيش المشترك وقيم التسامح، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف كما سيحولها إلى مجال جديد للدروس الخصوصية، مما يزيد العبء على كاهل الطالب والأسرة.
خامساً: كنت أتمنى أن تكون هناك مادة عن “الأخلاق المصرية” تعزز مبادىء وقيم وأخلاقيات وسلوكيات عامة لجميع الطلاب مثل المواطنة، والإنتماء والولاء للوطن، وقبول الآخر، والعيش المشترك، والمحبة، والمودة، والتسامح، والغفران، والحرية، والعدالة، والصدق، والصداقة، والرحمة، والإخلاص ، والأمانة، وحقوق الجار، والشجاعة والشهامة، وصناعة السلام، وتقديم الخير للغير، إلى غير ذلك من قيم ومبادىء، ونترك أساسيات الدين للبيت ودور العبادة، ويمكن رفع درجة النجاح فى هذه المادة دون إضافتها للمجموع الكلى.
سادساً: كنت أنتظر أن يكون التفكير فى تطوير منظومة التعليم فى بلادنا بالتخطيط فى فتح آفاق جديدة أمام البحث العلمى لتخريج أجيال من العلماء قادرة على الإبداع والإبتكار لمواكبة التطور العلمى الهائل والمذهل فى ربوع العالم.
مرة أخرى تحية تقدير وإجلال لكل شخص مخلص يرغب ويفكر فى تقدم بلادنا الغالية على قلوبنا.

الدكتور القس ﭽورﭺ شاكر
نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر


#العالم الآن alalamalan #العالم الآن الإخبارى alalamalan #العالم الآن. قناة العالم #القس جورج شاكر يكتب : سيادة الوزير شكراً ... ولكن!!

اخبار مرتبطة