محمد عبيد 
عقد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، لقاءً إعلاميًا مع محرري شؤون الطيران المدني، بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس قطاع الطيران المدني المصري. خلال اللقاء، استعرض الوزير الرؤية المستقبلية للوزارة وخططها لتطوير القطاع وتعزيز مكانة مصر كوجهة إقليمية ودولية رائدة في مجال الطيران.
افتُتح اللقاء بعرض فيلم وثائقي استعرض تاريخ الطيران المدني المصري، الذي بدأ منذ عام 1930 برحلة الطيار محمد صدقي الشهيرة، عندما أقلع بطائرته من مطار برلين وصولًا إلى مطار هليوبوليس في مصر الجديدة. وقد أشاد الوزير بتاريخ القطاع وإنجازاته على مدار العقود، مؤكدًا أهمية الحفاظ على هذا الإرث العظيم والعمل على تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
استراتيجية تطوير
أكد الوزير أن وزارة الطيران المدني تتبنى خطة استراتيجية شاملة تستهدف تحقيق نقلة نوعية في القطاع. ترتكز هذه الخطة على عدة محاور أساسية، تشمل تحديث البنية التحتية، تطوير أسطول الطائرات، التحول الرقمي، وتعزيز الاستدامة. وأوضح أن الوزارة تسعى لتحقيق هذه الأهداف بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، من خلال تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين، رفع كفاءة المطارات، وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والدولية.
التحول الرقمي
ركز الوزير على أهمية التحول الرقمي باعتباره ركيزة أساسية لتطوير القطاع. تهدف الوزارة إلى رقمنة الخدمات المقدمة للعملاء وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتحسين إدارة حركة الملاحة الجوية وتبسيط إجراءات السفر. كما أشار إلى أن الوزارة تعمل على تطبيق أنظمة رقمية مبتكرة في المطارات، تشمل توفير خدمة الإنترنت اللاسلكي المجاني، وتركيب شاشات تفاعلية متعددة اللغات تسهل تجربة السفر للمسافرين.
وأشار الوزير إلى أن التحول الرقمي لا يقتصر فقط على تحسين تجربة العملاء، بل يسهم أيضًا في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل الاعتماد على الورقيات وتقليل الانبعاثات الكربونية.
المطارات المصرية
في إطار رؤية الوزارة لتحديث البنية التحتية للمطارات، أكد الوزير أن العمل جارٍ على مشاريع توسعة وتطوير في عدة مطارات، بما في ذلك مطار القاهرة الدولي، الغردقة، شرم الشيخ، والأقصر. كما تشمل الخطة إنشاء مبنى ركاب جديد في مطار القاهرة الدولي بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنويًا، بهدف مواكبة النمو المتزايد في حركة السفر والسياحة.
وأضاف الوزير أن الوزارة تسعى لتطوير أنظمة الملاحة الجوية وإعادة تصميم المجال الجوي المصري لتقليل وقت الرحلات، وزيادة كفاءة العمليات، وخفض الانبعاثات الكربونية، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطيران.
تحديث أسطول الطائرات
وأشار الوزير إلى أن شركة مصر للطيران، بالتعاون مع شركة إير كايرو، تعمل على تحديث أسطولها الجوي من خلال استلام طائرات جديدة تتميز بكفاءة عالية واستهلاك منخفض للوقود. وأوضح أن هذا التحديث يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات المصرية في الأسواق الدولية، وتحسين تجربة الركاب.
كما لفت إلى أن شركة مصر للطيران تسعى لتوسيع شبكة خطوطها الجوية، بما يشمل وجهات جديدة في أوروبا، الشرق الأوسط، وأفريقيا، مما يعزز من حركة السياحة ويسهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية.
تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص
أوضح الوزير أن الوزارة تعمل على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع الطيران المدني. وتشمل هذه الشراكات إدارة وتشغيل المطارات، تطوير الخدمات الأرضية، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للشحن الجوي والخدمات اللوجستية. وأكد أن هذه الخطوة ستسهم في جذب الاستثمارات المحلية والدولية، مما يدعم خطط الوزارة لتحقيق التنمية المستدامة.
الاستدامة والابتكار
تولي الوزارة أهمية كبيرة للاستدامة البيئية، حيث تعمل على تطبيق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) في عملياتها. تشمل هذه الجهود استخدام تقنيات الطاقة المتجددة في المطارات، وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال تحسين كفاءة العمليات التشغيلية.
كما أشار الوزير إلى أن الوزارة تسعى لاعتماد تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة البيومترية لتحسين كفاءة المطارات وتوفير تجربة سفر استثنائية للمسافرين.
خطط مستقبلية واعدة
استعرض الوزير خلال اللقاء خطط الوزارة للسنوات المقبلة، والتي تشمل:
• تطوير مطار القاهرة ليصبح مركزًا إقليميًا للسفر طويل المدى.
• زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية إلى 100 مليون راكب سنويًا بحلول عام 2030.
• تعزيز خدمات الشحن الجوي وتحسين مرافق التخزين لتلبية الطلب المتزايد.
• تطوير الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران لتصبح مركزًا إقليميًا للتدريب.
اختتم الوزير اللقاء بالتأكيد على التزام الوزارة بمواصلة العمل لتحقيق الأهداف الطموحة، مشيرًا إلى أن قطاع الطيران المدني يمثل أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري. ودعا إلى تكاتف الجهود لتحقيق رؤية الوزارة، مؤكدًا أن هذه الجهود ستسهم في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، وتوفير تجربة سفر مميزة للمسافرين من جميع أنحاء العالم.