أكد د. سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أن مصر تدرك الدور الاستراتيجي للطيران المدني في دعم التنمية المستدامة والتعافي الاقتصادي وتعميق التكامل الإقليمي، مستعرضًا جهود تحديث المجال الجوي والمسارات الجوية والمطارات الرئيسية وتطبيق الحلول الذكية لضمان السلامة وكفاءة الخدمات.
وأشار الحفني إلى جهود الدولة المصرية في توسيع التعاون الدولي من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة لدعم الربط الجوي والسياحة والتجارة، مؤكداً الدور الفاعل الذي تقوم به مصر في دعم التضامن الإقليمي، وتحسين السلامة والأمن عبر تحديث التشريعات الوطنية، وإصدار البرنامج الوطني لسلامة الطيران، وتعزيز الأمن السيبراني.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الجلسة الرسمية للدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» بمدينة مونتريال، بمشاركة أكثر من 3000 من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء هيئات الطيران المدني وخبراء الصناعة ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالطيران المدني من مختلف دول العالم. وحضر من الوفد المصري كل من السفير أحمد حافظ، سفير مصر لدى كندا، والطيار عمرو الشرقاوي، رئيس سلطة الطيران المدني، وريم العرابي، المُمثل المناوب لمصر في مجلس منظمة «إيكاو».
واستعرض الحفني دور الدولة المصرية في الاستجابة للأزمات والقيادة الإقليمية، بما في ذلك دعم بعض دول الجوار في الحفاظ على سلامة واستمرارية الحركة الجوية، وجهود تمكين الأجيال القادمة وتشجيع المساواة بين الجنسين في قطاع الطيران المدني، مشيراً إلى تولي عدد كبير من السيدات مناصب قيادية في مجالات النقل الجوي المختلفة.
وقد افتتحت الجلسات بكلمة سالفاتوري شاكيتانو، رئيس مجلس «إيكاو»، الذي أكد التزام المجتمع الدولي بتطوير التعاون من أجل مستقبل أكثر أمانًا واستدامة للطيران المدني، مشددًا على أهمية الاستثمار في البنية التحتية والكوادر البشرية وربط السلامة بالاستدامة والتحول الرقمي، كما أشار إلى أهمية دعم الدول الأعضاء في تبني الطيران المستدام وتعزيز القدرات الإقليمية في السلامة والأمن والتقنيات الرقمية.

وعلى هامش الاجتماعات، شارك وزير الطيران المدني في اجتماع منظمة الطيران المدني الإفريقي (أفكاك)، بحضور أديفونكي أدييمي، الأمين العام للمنظمة الإفريقية للطيران المدني (AFCAC)، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الدول الأفريقية الأعضاء. وركز الاجتماع على مناقشة أولويات القارة في مجالات السلامة والأمن، وحماية البيئة والاستدامة، وتطوير البنية التحتية والمطارات، ورفع كفاءة التشغيل والملاحة الجوية. كما تناول المشاركون سُبل توحيد السياسات بين الدول الأفريقية لدعم نمو الطيران المدني، مع التأكيد على أهمية تبادل الخبرات وتطوير الكوادر البشرية.
وخلال الاجتماع، أشاد الحفني بالدور المحوري لمصر في دعم برامج التدريب وتأهيل الكوادر في مختلف المجالات التشغيلية والإدارية للطيران المدني، كما أكد التزام مصر بالمساهمة الفاعلة في مبادرة السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي (SAATM)، بهدف توسيع الربط الجوي بين الدول الأفريقية وتسهيل حركة التجارة والسياحة، ودعم مكانة إفريقيا في صناعة الطيران الدولي، بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة للقارة.