محمد عبيد 
قام د. سامح الحفني، وزير الطيران المدني، بزيارة رسمية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك بدعوة من مجموعة أبوظبي للطيران (ADA)، بهدف تعزيز سُبل التعاون الاستراتيجي وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم في مختلف مجالات الطيران المدني، بما يسهم في فتح آفاق واسعة للشراكات المستقبلية، فضلًا عن الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الشركات الإماراتية في مجالات التدريب والصيانة والأعمال الفنية والشحن الجوي والمطارات وخدمات النقل الجوي.
وأعرب الحفني عن اعتزازه بعمق العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في مختلف المجالات، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين في مجال الطيران المدني يُجسد نموذجًا متميزًا للشراكات الاستراتيجية القائمة على رؤية مستقبلية مشتركة، ويسهم في دعم خطط التحديث والتطوير وفق أحدث المعايير العالمية.
وأشار الحفني إلى أن مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها بين الجانبين ضمن فعاليات الزيارة من شأنها فتح مجالات جديدة وأوسع للتعاون، وتعزيز تكامل الجهود في تطوير صناعة النقل الجوي. كما أشاد بما حققته دولة الإمارات من إنجازات بارزة في هذا القطاع الحيوي، وما تمتلكه من بنية تحتية متطورة ومقومات تكنولوجية حديثة جعلتها في مصاف المراكز العالمية الرائدة في مجال الطيران المدني.
واستهل الوفد زيارته بجولة ميدانية لعدد من المواقع الاستراتيجية، بدأت بشركة رويال جِت، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الطيران الخاص المتميز. وهي مملوكة لمجموعة طيران أبوظبي، وتقدم خدمات إدارة وتأجير الطائرات، ورحلات الإجلاء الطبي، وخدمات الصيانة والضيافة الجوية، وقد حصدت العديد من الجوائز العالمية كأفضل شركة طيران خاص.
ثم توجه الوفد إلى المقر الرئيسي لمجموعة أبوظبي للطيران (ADA)، حيث استمع الحفني والوفد المرافق إلى عرض تفصيلي تناول مسيرة المجموعة التي تأسست عام 1976، وتمتلك أسطولًا من الطائرات وأجهزة محاكاة متطورة. وتُعد المجموعة الأكبر من نوعها في المنطقة بما توفره من خدمات متكاملة تشمل الصيانة والإصلاح والتجديد، وحلول الشحن الجوي، وخدمات الإسعاف الجوي والبحث والإنقاذ، فضلًا عن برامج التدريب الفني والتشغيلي باستخدام أحدث أجهزة المحاكاة. كما تضم المجموعة تحت مظلتها إحدى عشرة شركة رائدة، من أبرزها: مركز طيران أبوظبي للتدريب، والاتحاد للهندسة، وماكسيموس إير، ورويال جِت، وجال، وشركة AMMROC.
كما شملت الزيارة جولة تفقدية لشركة الاتحاد للهندسة، التي تُعد من أكبر مزوّدي خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد للطائرات في المنطقة. وتقدم الشركة حلولًا متكاملة تشمل الصيانة الثقيلة، وإصلاح المواد المركبة، وتجديد المقصورات، وطلاء الطائرات، وتتعامل مع مختلف طرازات إيرباص وبوينج. وتخدم أكثر من 200 طائرة سنويًا لعملاء من مختلف أنحاء العالم، كما تُعد أول شركة في الشرق الأوسط تحصل على اعتماد تصميم وتعديل المقصورات من وكالة سلامة الطيران الأوروبية.
وتضمنت الجولة زيارة شركة ماكسيموس، إحدى أبرز شركات الشحن الجوي في المنطقة، والتي تأسست عام 2005 وتختص بنقل البضائع الثقيلة والمشروعات اللوجستية. وتدير الشركة أسطولًا يضم طائرات “أنتونوف 124” القادرة على حمل 120 طنًا، وطائرات “إليوشن 76”، إضافة إلى طائرات شحن مستأجرة مثل “بوينج 747” و”بوينج 777”. وتُعرف الشركة بريادتها في عمليات الإغاثة الجوية، كونها الشريك الحصري لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
كما زار الوفد مطار زايد الدولي، حيث اطّلع على إمكانياته المتطورة باعتباره أحد أحدث المطارات العالمية، وما يضمه من مبانٍ وصالات ركاب حديثة، ومرافق تشغيلية متكاملة، وأنظمة تكنولوجية متقدمة لإدارة العمليات الجوية والأرضية، بما يعزز مكانة أبوظبي كمركز محوري لحركة الطيران العالمية. كما تعرّف الوفد على المنظومة الأمنية ومنظومة الجوازات ونقل الحقائب وشحن البضائع وكافة العمليات التشغيلية لتسهيل إجراءات سفر الركاب وجعلها أكثر سهولة وسلاسة.
واختتمت الجولة بزيارة أكاديمية الاتحاد للتدريب للتعرف على برامج التدريب المعتمدة دوليًا للطيارين والمهندسين وأطقم الضيافة الجوية، ثم زيارة مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية للتعرف على أحدث الأنظمة التكنولوجية المستخدمة في إدارة الحركة الجوية.