أعلن ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن شركات الطيران حققت أرباحًا بلغت 36 مليار دولار، بزيادة قدرها 32.4 مليار دولار عن عام 2024، وذلك رغم استمرار حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي على المستوى العالمي. كما أشار إلى أن عدد المسافرين وصل إلى 5 مليارات راكب علي 8 ملايين رحلة ، بزيادة 4% عن عام 2024، إلا أن ذلك أقل من التوقعات السابقة التي بلغت 5.22 مليار راكب. ومن المتوقع أن تصل حمولة الشحن الجوي إلى 69 مليون طن، بارتفاع طفيف قدره 0.6% عن 2024، لكنها أيضًا دون المستوى المتوقع البالغ 72.5 مليون طن.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات الجمعية العمومية الحادية والثمانين للاتحاد، والتي تُقام في العاصمة الهندية نيودلهي، بحضور 1700 من قادة وصنّاع الطيران المدني على مستوى العالم، إلى جانب عدد من وسائل الإعلام العالمية، لمناقشة مختلف قضايا صناعة النقل الجوي. وقد قرر «إياتا» أن يُعقد الاجتماع العام الثاني والثمانون في ريو دي جانيرو بالبرازيل في يونيو 2026، باستضافة من مجموعة «لاتام» للطيران، كما تم اختيار لويس جالجو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «آي إيه جي»، لتولي مهامه كرئيس لمجلس إدارة «إياتا» اعتبارًا من ختام الاجتماع الجاري.

وقال ويلي إن العائدات الإجمالية للصناعة تُقدر في العام الجاري بـ979 مليار دولار، في مقابل مصروفات تبلغ 913 مليار دولار، بزيادة 1% عن العام السابق، ما يعني أن الإيرادات ستنمو بوتيرة أسرع من التكاليف، وهو ما يعزز الربحية. وتابع قائلاً: “المحرك الإيجابي الأكبر يتمثل في تراجع أسعار وقود الطائرات بنسبة 13% مقارنة بعام 2024”.
وأوضح والش أن ربحية القطاع تساوي نحو 7.20 دولارات لكل مسافر في الرحلة الواحدة، مشيرًا إلى أن هذه الأرباح الهامشية يمكن أن تتعرض للخطر عند حدوث أي صدمة، سواء نتيجة فرض ضرائب جديدة، أو ارتفاع رسوم المطارات، أو تنظيمات مكلفة. ودعا صُنّاع السياسات إلى مراعاة الدور الحيوي للقطاع، الذي يشغّل نحو 86.5 مليون شخص، ويساهم بنسبة 3.9% من الناتج الاقتصادي العالمي.
وأشار والش إلى أن عائدات الركاب ستبلغ 693 مليار دولار في عام 2025، بزيادة 1.6% عن عام 2024، مدعومة بإيرادات إضافية تبلغ 144 مليار دولار من الأنشطة غير الأساسية. ومن المتوقع أن تنخفض عوائد التذاكر بنسبة 4% نتيجة انخفاض أسعار الوقود وشدة المنافسة بين شركات الطيران، مما يعود بالنفع على الركاب، مع انخفاض متوسط أسعار التذاكر بنسبة 40% مقارنة بعام 2014.
وتتوقع «إياتا» أن تبلغ تكاليف القطاع 913 مليار دولار في عام 2025، مع انخفاض في فاتورة الوقود إلى 236 مليار دولار، نتيجة تراجع سعر برميل وقود الطائرات إلى 86 دولارًا. ويُشكّل الوقود 25.8% من إجمالي التكاليف التشغيلية، ما يتيح للشركات هامشًا أفضل لتحقيق الأرباح.
وفيما يتعلق بالوقود المستدام للطيران (SAF)، من المتوقع أن يتضاعف الإنتاج إلى مليوني طن في عام 2025، لكنه لا يزال يشكل 0.7% فقط من استهلاك القطاع من الوقود، مما يؤكد الحاجة الماسّة إلى تسريع وتيرة الإنتاج. وقد بلغ متوسط سعر SAF في عام 2024 نحو 3.1 أضعاف سعر وقود الطائرات التقليدي، ومن المتوقع أن يقفز إلى 4.2 أضعاف في العام الجاري.
وتُعاني شركات الطيران من اضطرابات في سلاسل التوريد أثّرت بشكل كبير على تسليم الطائرات، إذ تجاوز عدد الطائرات في قوائم الانتظار 17 ألف طائرة، ما يعني أن فترة الانتظار قد تصل إلى 14 عامًا. ومن المتوقع تسليم 1,692 طائرة في عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018، لكنه أقل بنسبة 26% من التوقعات السابقة. كما تعاني الشركات من أعطال في المحركات ونقص في قطع الغيار، مما أدى إلى تخزين أكثر من 1,100 طائرة حديثة نسبيًا، تمثل 3.8% من الأسطول العالمي، مقارنة بـ1.3% في الفترة ما بين عامي 2015 و2018. وأغلب هذه الطائرات مزودة بمحركات من طراز PW1000G.
وقال والش: “شركات التصنيع لا تزال تُخفق في تلبية احتياجات عملائها من شركات الطيران، ولا يمكن قبول أن يستمر هذا الوضع حتى نهاية العقد.”
وأشارت «إياتا» إلى أن جميع المناطق ستُحقق أرباحًا في عام 2025، مع تحسن في الأداء المالي مقارنة بعام 2024، باستثناء أمريكا اللاتينية. وتبقى الفوارق كبيرة بين المناطق، حيث تُسجل شركات الطيران في الشرق الأوسط أعلى هامش ربح عند 8.7%، بينما تُسجل أفريقيا أضعف أداء بنسبة 1.3%.