دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» وعدد من الجهات الفاعلة في أسواق الكربون الحكومات حول العالم إلى التحرك العاجل لمعالجة النقص الشديد في توافر أرصدة الكربون اللازمة لشركات الطيران للوفاء بالتزاماتها ضمن خطة التعويض وخفض الكربون في الطيران الدولي «كورسيا». وطالب الموقعون على البيان الحكومات بإصدار خطابات تفويض «LoAs» التي تتيح الإفراج عن وحدات الانبعاثات المؤهلة لبرنامج كورسيا (EEUs) ليتمكن الناقلون الجويون من شرائها.
وأكد البيان أن إصدار هذه الخطابات في الوقت المناسب يمثل مفتاحاً لإنشاء سوق قوية وشفافة لوحدات كورسيا، ولإنجاح تنفيذ الخطة وضمان نزاهة التزامات الطيران الدولي المناخية. وقالت يوي هوانج، مساعد مدير سياسات المناخ في «إياتا»، خلال جلسة «سكاي توكس» على هامش الجمعية العمومية الثانية والأربعين لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» في مونتريال بكندا، إن «كورسيا» يعد جزءاً أساسياً من إستراتيجية الطيران العالمية لمواجهة تغير المناخ، حيث يساهم في تخفيف أثر القطاع المناخي عبر تمويل تخفيضات انبعاثات الكربون المتحققة في قطاعات أخرى، وهو ما يسهم بدوره في التقدم البيئي والاجتماعي والاقتصادي خاصة في الدول النامية، مؤكدة أن تمكين شركات الطيران من الحصول على الوحدات المؤهلة يتطلب تحرك الدول لإصدار خطابات التفويض.
من جانبها، أكدت أدفنكي أدييمي، الأمين العام للجنة الطيران المدني الأفريقية «أفكك»، دعم أفريقيا لبرنامج «كورسيا» وأهمية فتح الوصول للوحدات المؤهلة وجذب التمويل المناخي، بما يمكّن القارة من إظهار التزامها بالاستدامة والمشاركة في صياغة الحلول العالمية من منظور إقليمي، وضمان استفادة اقتصاداتها ومشغليها من التحول نحو مستقبل منخفض الكربون.
وأوضح البيان أن خطابات التفويض هي وثائق رسمية تصدرها الدول المضيفة، بموجب أحكام المادة السادسة من اتفاق باريس، تخوّل استخدام أرصدة الكربون (المعروفة بنتائج التخفيف المنقولة دولياً ITMOs) في الامتثال لبرنامج «كورسيا»، وتؤكد أن التخفيضات المرتبطة بهذه الأرصدة لن تُحسب إلا مرة واحدة عبر إجراء «تعديل مقابل» في المساهمات الوطنية لتلك الدول. وأشار إلى أن غياب هذه الخطابات يهدد بتعريض برنامج «كورسيا» للخطر ويحرم مطوري المشاريع من تمويل شركات الطيران كمصدر للتمويل المناخي.
وتوقع «إياتا» أن تحتاج شركات الطيران إلى ما بين 146 و236 مليون وحدة انبعاثات مؤهلة خلال المرحلة الأولى من «كورسيا» (2024-2026)، بينما يقتصر المعروض الحالي على 15.8 مليون وحدة وفرتها غيانا فقط. ولتسهيل إصدار خطابات التفويض، أوضح الاتحاد أنه نشر أدلة إرشادية ويوفر أدوات عملية وورش عمل للدول.
وشمل البيان توقيع عدد من جمعيات الطيران الدولية والإقليمية، من بينها الاتحاد الدولي للنقل الجوي، والاتحاد الأفريقي لشركات الطيران، ومجموعة العمل للنقل الجوي، وجمعية شركات الطيران الأمريكية، وجمعية شركات الطيران الأوروبية، ومجلس شركات الطيران الوطنية في كندا، إلى جانب جهات فاعلة في أسواق الكربون مثل الجمعية الدولية لتجارة الانبعاثات والمجلس العالمي للكربون، ومطوري مشاريع مثل «بيرن ستوفز» و«هيستيان» و«كوكو نتووركس» و«سيستيما بيو» و«أب إنرجي» و«فالور كربون» و«وي أكت».