محمد عبيد 
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» بالتعاون مع شركة «وورلي كونسلتنج» عن نتائج دراسة جديدة تؤكد توافر كميات كافية من المواد الأولية المستدامة لإنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) بما يمكّن صناعة الطيران من الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050. وأوضحت الدراسة أن جميع المواد الأولية التي جرى تحليلها تستوفي معايير الاستدامة الصارمة ولا تؤدي إلى أي تغييرات في استخدامات الأراضي.
وأشارت «إياتا» إلى أن شركات الطيران ستحتاج إلى نحو 500 مليون طن من وقود الطيران المستدام سنوياً لتحقيق هدف الحياد الكربوني، يمكن إنتاج أكثر من 300 مليون طن منها من الكتلة الحيوية بحلول منتصف القرن، على أن يتم استكمال الباقي عبر تقنيات الوقود الاصطناعي «باور تو ليكويد» (PtL). وشددت على أن تعزيز الكفاءة في تحويل المواد الأولية، وتسريع نشر التقنيات الجديدة، وتحسين منظومة نقل المواد الأولية والاستثمار في البنية التحتية اللازمة تعد عوامل أساسية لتحقيق هذا الهدف.
وأكد ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن هذه الدراسة تقدم دليلاً قاطعاً على أن توافر المواد الأولية المستدامة ليس عقبة أمام مسار الصناعة نحو خفض الانبعاثات، مشيراً إلى ضرورة تسريع نمو قطاع الوقود المستدام وبدء تنفيذ المشروعات على الأرض فوراً.
من جانبها، أوضحت ماري أوينز تومسن، نائب الرئيس الأول للاستدامة وكبير الاقتصاديين في «إياتا»، أن التقرير يبرز الفرص الاقتصادية المحلية والإقليمية التي يمكن أن يخلقها إنتاج وقود الطيران المستدام من حيث توفير الوظائف وتعزيز أمن الطاقة، مؤكدة أن التعاون بين الحكومات والقطاعين المالي والطاقة وصناعة الطيران بات أمراً ملحاً لتسريع الاستثمارات وضمان اليقين التشريعي.
وشدد «إياتا» على أن تحويل الإمكانات الهائلة للمواد الأولية المستدامة إلى إنتاج فعلي لوقود الطيران بات في أيدي صناع القرار في الحكومات وقادة الأعمال خصوصاً في قطاع الطاقة، داعياً إلى عمل عاجل خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة لترجمة هذه الإمكانات إلى واقع يضمن مستقبل طيران مستدام.