أعرب الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» عن ارتياحه الكبير لنتائج أعمال الجمعية الثانية والأربعين لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو»، التي اختتمت أعمالها مؤخرًا، مؤكدًا أن نتائجها جسدت روح التعاون الدولي، وحققت توافقًا واسعًا حول القضايا الحيوية التي تمس مستقبل صناعة النقل الجوي العالمية.
وقال توماس رينايرت، نائب الرئيس الأول للعلاقات الخارجية في «إياتا»، إن عودته إلى أسرة الطيران بعد فترة من العمل في قطاع التكنولوجيا تزامنت مع حدث دولي بارز، هو انعقاد الجمعية الثانية والأربعين للإيكاو، والتي شكلت فرصة لتجديد التأكيد على أحد أهم ركائز صناعة الطيران، وهو الالتزام بالمعايير الموحدة التي تنظم عمليات النقل الجوي في مختلف دول العالم. وأوضح أن وجود معايير موحدة هو أساس السلامة والأمن والكفاءة التشغيلية، فضلًا عن كونه حجر الزاوية في استدامة القطاع وقدرته على النمو والربط بين الشعوب والاقتصادات.
وأشار إلى أن تحقيق التوافق بين 193 دولة حول أجندة موحدة يمثل إنجازًا حقيقيًا يعكس نجاح العمل المتعدد الأطراف، وقدرته على تحويل النقاشات الفنية والقرارات المعقدة إلى نتائج عملية تسهم في تطوير قطاع الطيران. وأضاف أن الاتحاد شارك بفعالية في أعمال الجمعية عبر تقديم 14 ورقة عمل تناولت موضوعات عدة، من بينها الاستدامة، والضرائب، وحماية المستهلك، والتحقيق في الحوادث، وتخصيص الترددات اللاسلكية، وحدود سن الطيارين.
وأوضح رينايرت أن هناك توافقًا قويًا بين مواقف «إياتا» وقرارات الجمعية، حيث لقيت مقترحات الاتحاد بشأن تعزيز تبادل بيانات السلامة واستخدام الخبرة التشغيلية للقطاع في دعم عملية وضع المعايير الأمنية ترحيبًا واسعًا. كما جددت الجمعية تأكيدها على أهمية النظام الحالي لتخصيص الخانات الزمنية في المطارات، وعلى الالتزام بمبادئ «إيكاو» في تحديد رسوم المطارات.
وفيما يتعلق بالاستدامة، قال إن الجمعية أعادت التأكيد على التزام المجتمع الدولي بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وأطلقت برنامجًا لدعم الدول في هذا المسار، إلى جانب تأييد نظام «كورسيا» كأداة سوقية عالمية لتقليل الانبعاثات، وتدشين منصة «فاينفست» لتمويل مشاريع إزالة الكربون. كما دعمت مقترحات «إياتا» بشأن وضع إطار عالمي للمحاسبة والإبلاغ عن وقود الطيران المستدام.
وختم رينايرت تصريحه بالتأكيد على أن نتائج الجمعية تشكل خارطة طريق واضحة لبرنامج عمل يمتد على مدى السنوات الثلاث المقبلة، يعزز الشراكة بين الحكومات و«إياتا»، ويرسخ التفاؤل بقدرة قطاع الطيران العالمي على مواصلة دوره الحيوي في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولًا إلى انعقاد الجمعية الثالثة والأربعين في عام 2028.