افتتح الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في مدينة شيامن الصينية مؤتمر سلامة وعمليات الطيران العالمي، مؤكداً ثلاث أولويات أساسية لتعزيز سلامة وأداء قطاع الطيران، وهي الدفاع عن المعايير العالمية وتطويرها، وترسيخ ثقافة السلامة من خلال القيادة الفعالة، واستخدام البيانات لتحسين الأداء في ظل التحديات التشغيلية المتزايدة.
وقال مارك سيرل، المدير العالمي للسلامة في «إياتا»، إن بيئة تشغيل شركات الطيران أصبحت أكثر تعقيداً بسبب تصاعد الصراعات وتزايد التشريعات المتباينة، ما أدى إلى إغلاق أجواء وتزايد حوادث اختراق الطائرات المسيرة وتعرض أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية للتشويش، وهو ما يؤثر سلباً على سلامة الطيران وثقة الركاب.
وأضاف أن الحفاظ على مكانة الطيران كأكثر وسائل النقل أماناً يتطلب قيادة قوية والتزاماً صارماً بالمعايير العالمية واستخداماً ذكياً للبيانات، مؤكداً أن التعاون بين القطاع والحكومات سيؤدي إلى بناء منظومة طيران أكثر أماناً ومرونة وكفاءة.
وشدد «إياتا» على أهمية الالتزام بالمعايير الدولية وتطويرها، خاصة في مواجهة تزايد التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الذي ارتفع بنسبة تفوق 200% منذ عام 2021، موضحاً أن الخطة التي أطلقها بالتعاون مع وكالة سلامة الطيران الأوروبية تتضمن المراقبة والإبلاغ وأدوات الوقاية وتطوير البنية التحتية الاحتياطية والتنسيق المدني العسكري.
كما دعا الاتحاد إلى حماية الطيف الترددي المخصص للملاحة الجوية في ظل الضغوط الناتجة عن التوسع في شبكات الجيل الخامس والسادس، مؤكداً الحاجة إلى تنسيق أوثق مع هيئات الاتصالات لضمان سلامة الأنظمة الملاحية وتفادي تكاليف التعديلات المكلفة على الطائرات.
وأشار إلى ضرورة الإسراع في نشر تقارير حوادث الطيران وفقاً لمعايير اتفاقية شيكاغو، لافتاً إلى أن 58% فقط من الحوادث بين عامي 2019 و2023 تم نشر تقاريرها النهائية، مما يعيق الاستفادة من الدروس المستخلصة.
وفي مجال استخدام البيانات، أوضح «إياتا» أن برامج إدارة بيانات الطيران العالمية تسهم في تحسين الأداء عبر تبادل المعلومات المتعلقة بالرحلات والحوادث والصيانة، مشيراً إلى نجاح منصة «Turbulence Aware» في تعزيز سلامة الرحلات من خلال مشاركة بيانات الاضطرابات الجوية في الوقت الحقيقي من أكثر من 3200 طائرة، وانضمام شركات مثل إير فرانس والاتحاد للطيران وساس.
كما ساعدت قاعدة بيانات «SafetyIS» في التنبؤ بالمخاطر وتحديد المشكلات مبكراً، فيما ساهم نموذج التدقيق القائم على المخاطر «IOSA» في تنفيذ أكثر من 8000 إجراء تصحيحي.
وأكد الاتحاد أن القيادة القوية تمثل محوراً رئيسياً في ترسيخ ثقافة السلامة داخل المؤسسات، موضحاً أن «ميثاق القيادة في السلامة» الذي أطلقه ويغطي نحو 90% من حركة النقل الجوي العالمية يعزز بيئة تشجع العاملين على الإبلاغ عن المخاطر بثقة.
كما تسهم منصة «IATA Connect» التي تضم أكثر من 5600 مستخدم من 600 مؤسسة في دعم التعاون وتبادل الخبرات بين المعنيين بسلامة الطيران.