«إياتا»: إفريقيا تُسجّل أداءً قوياً في حركة الركاب وتواجه تحديات هيكلية

محمد عبيدمحمد عبيد 2, يونيو 2025 06:06:20

أعلن كامل العوضي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد ضمن فعاليات الجمعية العمومية السنوية الـ81 للاتحاد في نيودلهي، أن قطاع الطيران في إفريقيا يُظهر مؤشرات نمو واعدة، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة تحول دون إطلاق كامل إمكاناته.

وقال العوضي إن أداء قطاع النقل الجوي في إفريقيا خلال عام 2025 يعكس زخماً إيجابياً، إذ سجل الطلب على السفر الجوي نمواً بنسبة 9% حتى أبريل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، متجاوزاً المتوسط العالمي. وأضاف أن هذا النمو يؤكد أن إفريقيا سوق ناشئة وقادرة على أن تصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الطيران العالمية.

وأشار إلى أن قطاع الشحن الجوي في القارة لا يزال يواجه صعوبات واضحة، حيث تراجعت أحجام الشحن بنسبة 5.5%، داعياً إلى معالجة التحديات الهيكلية واللوجستية التي تؤثر على كفاءة سلاسل التوريد واستدامة النمو في هذا المجال.

وأوضح العوضي أن معدل الحوادث العالمي في عام 2024 بلغ 1.13 حادث لكل مليون رحلة، في حين سجلت شركات الطيران الأعضاء في «إياتا» معدلاً أقل بلغ 0.90 بفضل الالتزام بالمعايير العالمية ومشاركة البيانات. وفي إفريقيا، ورغم تسجيل 10 حوادث، فإن نسبة مخاطر الوفيات ظلت عند الصفر للعام الثاني على التوالي، وهو إنجاز يُحسب للقارة ويعكس نجاح مبادرة التعاون لتحسين السلامة الجوية (CASIP).

وتحدث العوضي عن التحديات التشغيلية التي تعيق نمو الطيران في إفريقيا، مشيراً إلى أن القارة تعاني من أعلى تكاليف تشغيل على مستوى العالم. وأوضح أن أسعار الوقود في إفريقيا تزيد بنسبة 17% عن المتوسط العالمي وتشكل 40% من التكاليف مقابل 25% على المستوى العالمي، في حين تتجاوز الضرائب والرسوم المفروضة على التذاكر المعدلات الإقليمية الأخرى بنسبة تصل إلى 15%. وأضاف أن رسوم الملاحة الجوية أعلى بنسبة 10%، بينما ترتفع تكاليف الصيانة والتأمين ورأس المال بنسبة تتراوح بين 6 و10%. كما شدد على خطورة مشكلة الأموال المحجوبة، إذ تحتجز القارة 70% من إجمالي الأموال العالمية المحجوبة من شركات الطيران، بما يعادل 919 مليون دولار.

وأكد العوضي أن تحرير السوق وتحسين البنية التحتية يمثلان ضرورة ملحّة، موضحاً أن الاتفاقيات الثنائية الحمائية تحد من حرية التشغيل وتقلل من عدد المسارات المتاحة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وضعف الربط الجوي داخل القارة. وأشار إلى أن الرحلات المباشرة بين الدول الإفريقية لا تتجاوز 19% من إجمالي الخطوط، ما يضطر المسافرين إلى اتخاذ مسارات طويلة ومكلفة.

وأشاد العوضي بالجهود التي تبذلها بعض الدول لتسهيل السفر داخل القارة، موضحاً أن السياسات المتعلقة بالتأشيرات بدأت تشهد تحسناً تدريجياً، حيث تسمح أربع دول إفريقية حالياً بالدخول بدون تأشيرة لجميع المواطنين الأفارقة، كما تبنت 26 دولة أنظمة التأشيرة الإلكترونية بحلول عام 2024، مقابل تسع دول فقط في عام 2016.

وفي ختام المؤتمر، دعا العوضي الحكومات الإفريقية إلى تبني أربع أولويات استراتيجية لتمكين قطاع الطيران من القيام بدوره التنموي، أولها الاعتراف بالطيران كأداة رئيسية للتنمية والتكامل الإقليمي، كما فعلت دول مثل إثيوبيا ورواندا، التي استثمرت بذكاء في شركات الطيران والبنية التحتية. وثانيها تخفيف الضرائب والرسوم التي تثقل كاهل المسافرين وتحد من قدرة السوق على النمو، مشيراً إلى أن بعض الدول تفرض رسوماً قد تصل إلى 70% من سعر التذكرة الأساسي. وثالثها الاستثمار في بنى تحتية حديثة وفعالة وقابلة للتوسع، مع تجنّب تحميل شركات الطيران والمستهلكين تكاليف باهظة، مستشهداً بنموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مطار بليز دياني في السنغال. أما الأولوية الرابعة، فهي اعتماد سياسات تحفّز المنافسة وتُحرر السوق، وتسريع تنفيذ مبادرات مثل السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي (SAATM) لتعزيز الربط بين الدول الإفريقية.

وختم العوضي بقوله إن إفريقيا تمتلك سوقاً واعدة وقطاع طيران لديه إمكانات هائلة، لكن المطلوب هو توافر بيئة سياسية وتشريعية واقتصادية داعمة، إلى جانب تعاون إقليمي فعّال، حتى يتمكن هذا القطاع من القيام بدوره الحقيقي في خدمة التنمية والتكامل على مستوى القارة.


#إفريقيا #الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) #النمو #الهند #حركة الركاب #كامل العوضي #موقع العالم الآن الأخباري alalamalan.com #نيودلهي

اخبار مرتبطة