عاجل
الثلاثاء. مايو 20th, 2025

إبراهيم ربيع يكتب :بسبب المستحيلات الأربعة توافق عالمي ”ضمني”..علي حل ”البرغوثي”

العالم الآنالعالم الآن 27, نوفمبر 2023 13:11:32

 

إذا كانت الحرب والمعارك علي الأرض والمذابح اليومية وتبادل الأسري تتربع علي قمة اهتمامات العالم ..فإن مرحلة مابعد توقف المعارك هي الأخطر والاشد تعقيدا وتأثيرا علي خريطة الشرق الأوسط ،بل هي نقطة تحول تاريخية في مستقبل فلسطين وإسرائيل ومايحيط بهما من دول جوار.
مبدئيا ..تكثفت الاتصالات والمفاوضات وعمليات جس النبض بين الأطراف المرتبطة مباشرة بالحرب أو القريبة منها علي الصعيد الدولي ،بعد أن طال أمد المعارك وتأكد الجميع أن الحل العسكري النهائي ليس نزهة أو جراحة سهلة ،بدون آثار جانبية ربما تصبح أكثر خطرا من الجراحة ذاتها ،خصوصا مع مايجري الآن في البحار ،وهو ماتوقعه موقع ”العالم الآن” من البداية ،حيث تطورت الأحداث من خلال اتساع الصراع ليشمل البحار الواسعة بما ينذر بتأثيرات خطيرة علي العالم كله وليس علي دول المواجهة فقط.
ويأتي التعقيد في المشهد كله من كون الأطراف الرئيسية الباحثة عن الحلول تقف علي أعتاب أربعة مستحيلات لايمكن حلها ،لكونها تمس مباشرة عقيدة أربع دول تري في الحرب تهديدا للأمن القومي بل تهديدا وجوديا في الأصل.
## إسرائيل لاتريد بقاء حماس لأنها خرجت عن بكرة أبيها لاقتلاع جذورها وضحت بكل ماتملك لحشد قرابة ال٤٠٠ جندي هم قوام جيشها..ومستحيل أن يعود هذا الحشد الاستثنائي غير المسبوق بكل بساطة إلي قواعده بدون تحقيق هدفها المعلن علي الأقل..وأيضا يستحيل عليها أن تلقي عشرة آلاف طن متفجرات بما يساوي نصف قنبلة نووية علي غزة ثم يكون نتيجتها بقاء حماس كما هي..وثالثا أنه في آخر تصريحات لنتنياهو كان عنيفا مع المسئول الأمريكي وهو يعارض فكرة استدعاء السلطة الفلسطينية لإدارة غزة ورد بتهكم عن طلب خلق ولاية إسلامية بجوار إسرائيل علي أساس أن ضعف السلطة الفلسطينية لن يزيح حماس من المشهد..ورابعا يستحيل علي إسرائيل أن تحتل غزة في وجود حماس لأن هذا فشل من قبل وأدخل الكيان الصهيوني في استنزاف لاينتهي..ونحن هنا نبتعد عن الأستنتاجات التي تشير إلي أن الهدف الجوهري للحرب هو تهجير الفلسطينيين ألي سيناء والأردن ،علي اعتبار أن مصر والأردن قادرتان علي التصدي له بدعم دولي وعربي ،وتجنبا لحرب أكبر وأوسع وأكثر تدميرا..ولذلك فإن الحل في الذهن الإسرائيلي ربما يلتقي مع ذهنية الآخرين الأصدقاء والأعداء ..وهو استدعاء مروان البرغوثي من السجن إلي الزعامة في غزة علي اعتبار أنه قيادة مختلفة عن محمود عباس وربما تكون مقبولة من المتشددين والوسطيين..فهو علي الأقل مناضل له تاريخه النضالي وله تضحياته وفي مقدمتها الوجود لعشرات السنين في السجون الإسرائيلية، ثم لأن لديه ”كاريزما” الزعامة المطلوبة لفرض الحلول المتفق عليها..وجميعها سمات بعيدة عن الإسلام السياسي وعن العقيدة الحمساوية وعن التشدد العنيف.
## أما حماس ..يستحيل أن تستسلم لفكرة إنتهاء مشروعها علي يد الصهاينة..ويستحيل أن ترضي بمحمود عباس..ويستحيل أن تعيش في نموذج الضفة الغربية..وبالتالي ربما في حالة الإختيار بين البدائل لو خسرت الحرب أن توافق علي العمل مع مروان البرغوثي..
## وعن الولايات المتحدة..فهي في كل الأحوال تريد نهاية تضع حدا لمعاناتها حاليا علي الصعيد الدولي علاوة علي معاناة بايدن قبل الانتخابات الرئاسية..وهي قريبة من مستحيلات إسرائيل.. لاتريد بقاء جماس ولاتريد احتلال غزة ولاتريد التهجير ولاترد تطبيق نموذج الضفة..فكلها حالات لاتحسم الملف ..إذن هي الأخري ربما تجد في مروان البرغوثي حلا جاهزا.
## وبالنسبة لمصر..فهي قد قدمت نفسها كمدافع أول عن القضية الفلسطينية ..ونجحت في السير خلال عدة طرق وعرة لتقاوم كل المخاطر الحالية والمستقبلية دفعة واحدة..ومن البداية هي فهمت اللعبة كاملة ولذلك كان تصرفها شموليا..تصدت لمهمة إدخال المساعدات لغزة وساهمت في تشكيل رأي عام عالمي ضد العدوان الإسرائيلي ليتحول التعاطف مع إسرائيل إلي تعاطف مع غزة.. وبالتوازي مع ذلك حسمت مخاطر التهجير حتي لو بقي منه بعض الشظايا..وكانت مستحيلاتها واضحة وحاسة زادت عليها مؤخرا باستخدام الخطوط الحمراء الناجزة في الردع.
هكذا يبدو المشهد الحالي والمستقبلي.. رغم قبولنا بفكرة أن كل شئ جائز لتغيير بعض اللقطات إذا كان فيلم الرعب كله معقد.


#تبادل الأسرى #توقف المعارك بين إسرائيل وحماس

اخبار مرتبطة