إبراهيم ربيع يكتب : الخطر القادم..رغبة اسرائيل في تعويض هزيمتها في غزة ،بالبحث عن انتصار في مكان آخر

العالم الآنالعالم الآن 16, ديسمبر 2023 17:12:01
إبراهيم ربيع

 

في أعماق العقيدة الإسرائيلية أن تبقي هيبتها قيد التخويف والترهيب لمن حولها في المنطقة..وإذا فقدت هذه العقيدة فإنها تكون مهددة حرفيا في وجودها ،أو تخطو خطوة تاريخية غير مسبوقة في طريق نهايتها..
ومن هذا المنطلق تبحث أسرائيل الآن عن انتصار في مكان آخر تعوض به الهزيمة في غزة،ولا يتأتي ذلك إلا بافتعال معركة في محيطها بالمنطقة ،وربما هي الآن في مرحلة البحث عن المكان الأنسب لتستعرض فيه قوتها وهيبتها التي احترقت بضربات المقاومة الفلسطينية..وتاريخ هذا الكيان يعزز هذه الفكرة ،وبالتالي لن تقبل إسرائيل أن تضغط عليها أمريكا أو تضغط عليها خسائرها الجسيمة في غزة لكي تنهي الحرب وتتراجع وتسجل ثاني هزيمة كبري لها بعد حرب ٦ أكتوبر ٧٣..الهزيمة الأولي افلتت من آثارها المدمرة بدعم أمريكي مباشر ومماثل لما نراه حاليا ،وباتفاقية سلام اعتبرتها اسرائيل مكسبا سياسيا استراتيجيا لها ،كون أن مصر خرجت من الصراع العربي الإسرائيلي ..إلا أن ماحدث لها في غزة مختلف لأنه يثير لعاب القوي العديدة المتنوعة في الشرق الأوسط ،في أن تتجرأ علي الهيمنة الإسرائيلية بما يفقدها معظم مكاسبها علي كل الأصعدة، ويمهد في مستقبل قريب لتهديد وجودي أضخم ،مع تزامن الوصول للعام الثمانين علي تأسيسها ومايصاحبه من فوبيا موت الدولة في هذا العمر القصير مثلما حدث مرتين في التاريخ اليهودي.
إذن من المستبعد ألا تترك إسرائيل غزة بسلاسة أو بترك انطباعات داخلية وخارجية عن عجزها ودخولها مرحلة توازن قوي لم يكن موجودا من قبل..وبالتالي هي تفكر ومعها أمريكا في الاختيار بين البدائل والاستقرار علي واحد منها يحفظ ماء الوجه ويحفظ مكانتها لدي الرأي العام الداخلي المرعوب من تقلص الثقة في جيشه ودولته وقادته مما دفع قرابة ال ٤٠٠ ألف يهودي لمغادرة إسرائيل عقب انتفاضة الأقصي..ويبدو أن من بين الأمور السرية والغامضة التي تجري في الغرف المغلقة خلال الأيام الحالية وزيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الدفاع ،تخص هذا الخطر الاستراتيجي الذي يتجاوز مجرد الحرب علي غزة ..وبالطبع كل الدول المحيطة تنتظر الخطوة القادمة وأن كانت في احاديثها العامة والمعلنة تركز علي ماهو ظاهر فقط وتفسر الاتصالات المكثفة علي أنها تغيير في الموقف الأمريكي يتبعه تغيير تلقائي للموقف الأسرائيلي ،وتحديد جدول زمني لإنهاء الحرب وكأن هؤلاء القتلة يخططون لمنح غزة وفلسطين والعرب هدية مجانية يحتفلون ويرقصون حولها بينما تنكفئ إسرائيل علي نفسها وتمسح دموعها..
هناك ضربة قادمة إما أن تكون تطورا نوعيا في القضاء علي مقاتلي حماس بعملية واحدة تستخدم سلاحا غير تقليدي داخل الانفاق..وإما أن تكون جر شكل مصر أو وضعها أمام الأمر الواقع عندما لايوجد الفلسطينيون إلا سيناء وتبقي غزة غير قابلة للحياة ويتم ترويج ذلك علي أنه انتصار إسرائيلي يحتفلون به،وإن كانت قوة وصلابة وقدرة مصر وجيشها ومايتبع ذلك من تطور كبير علي اتساع المنطقة يجعله خيارا صعبا ..وأما أن تتحول إسرائيل ألي الضفة الغربية الأقل تحصينا وتسليحا ومقاومة لإحداث تغييرات تضر بالأردن ..وإما أن تتجه إسرائيل لعملية نوعية ضد حزب الله واستهداف قيادته العليا ..وإما المبادرة بعملية واسعة ضد الوجود الإيراني في سوريا..علاوة علي اختيارات أخري ربما تكون مطروحة مثل ضربة كبيرة لإيران أو مايماثلها للحوثيين..وبالطبع وسط هذه التعقيدات فإن كل شئ وارد في المنطقة الملتهبة.


#: يلا على غزة #أحداث غزة #أخبار غزة #أطفال غزة #أهالي غزة #اخبار غزة #الانفاق في غزة #الحرب على غزة #المقاومة الفلسطينية في غزة #المقاومة في غزة #انفاق غزة #انفاق غزة المفخخة #تضامن مع غزة #جنوب غزة #حرب غزة #حرب غزة 2023 #دعم غزة #شمال غزة #صواريخ غزة #طفلة من غزة #عاجل غزة #غزة #غزة الآن #غزة الان #غزة الان مباشر #غزة اليوم #غزة تحت القصف #غزة تحترق #غزة فلسطين الآن #غزة لحظة بلحظة #غزة مباشر #غلاف غزة #قصف غزة #قطاع غزة #مباشر غزة #محيط غزة #نساء غزة

اخبار مرتبطة