لم تكن العمليات الاسرائيلية مفاجأة بل انتظرها جمهور المحللين والنخب انتظار جمهور الكرة لمبارايات الأهلي في كأس العالم للأندية.. الفارق أن موعد مبارايات كرة القدم معلن اما العمليات التي جرت تركت المنطقة تنتظرها لمدة ٧٢ ساعة .. وهنا دعنا نتوقف امام عدة عوامل ارى أنها حاكمة لما مضى وما جرى وماهو قادم
أولًا: لماذا هذة الشخصيات تحديدا التي تم استهدافها ومن هم ؟
– اللواء حسين سلامي: القائد العام للحرس الثوري، يشرف على وحدات تمتد إلى خارج الحدود.
– اللواء غلام علي رشيد: قائد مقر خاتم الأنبياء، مسؤول عن التخطيط العسكري الاستراتيجي.
– د. محمد مهدي طهرانجي: عالم نووي وأكاديمي، يمثل حلقة وصل بين الجامعات والبرنامج النووي ( احد أباء البرنامج النووي) .
– فريدون عباسي: شخصية سياسية علمية، تولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سابقًا.
——-
ثانيًا: أثر العمليات على استقرار الشرق الأوسط
– العمليات اغلب التقدير لا تؤدي ولن تؤدى إلى حرب إقليمية مباشرة شاملة كما يتصور البعض لكنها تُبقي التوتر قائمًا ومشتعلا وتقوض حركة استقرار المنطقة .
– التهديد الأمني المباشر سينعكس على دول العراق، سوريا، لبنان، واليمن وهي تعاني بالأساس من ضعف بنيوي على مستوى بناء المؤسسات والسيطرة الأمنية الكاملة .
– أنهت أي تقدم لمفاوضات الملف النووي وتزيد من احتمالات الرد عبر وكلاء.
– الردع المباشر مرتبط بسرعة الرد الإيراني وقوته وهي تقديرات مكبلة بحسابات دولية واقليمية معقدة وتركيبة الصراع العالمي المعقد وبالتالي الأقرب للمنطق والسلوك الإيراني قد يدفعها الي تطوير أدوات أذرعها إذا كانت تمتلك القدرة وهنا مكمن الخطر على عدد ليس بقليل من الدول العربية .
ثالثًا: خريطة اللاعبين الدوليين
– الولايات المتحدة: تحتفظ بسياسة احتواء لإيران لمركزية إيران في الاستراتيجية الأمريكية حتى وان كانت ترفض نظامها الحاكم وبالتالي تسعى بأدوات تجمع بين الضغط والدبلوماسي لان واشنطن لا تريد تدمير إيران ولكن تغيير تركيبة إيران وفارق كبير بين هذا وذاك .
– روسيا: حليف لإيران في بعض الملفات تستفيد من التوتر لإضعاف الغرب في مواجهتها الحالية والتجربة القريبة اثبتت أن دعمها لحلفائها له حدود .
– الصين: معنية بالاستقرار لضمان ممرات الطاقة والتوسع التجاري فقط ولا تريد ارتباك يؤثر على أهدافها.
– أوروبا: تسعى لاستئناف الاتفاق النووي وتخشى تصعيدًا إقليميًا وأفقدها التوتر العام مع ادارة ترامب فاعلية دبلوماسية وسياسية وعسكرية بسبب إضعاف الناتو وبالتالي حضورها يشبه ظل لرجل عجوز ليس اكثر.
– الأمم المتحدة: محدودة التأثير والتواجد بسبب تعقد الصراع العالمي ومن ثم اصاب مجلس الأمن وهو جهازها المعنى بحفظ السلم والأمن الدولي موت سريري بسبب الفيتو الدائم المستمد من تعقد وتضارب المصالح.
رابعًا: دور النظام الدولي في إدارة الصراع
– النظام الدولي يعاني من ضعف في الردع الجماعي.
– يسمح بتحركات منفردة تُخرج الصراع عن السيطرة.
– يفشل في فرض مساءلة واضحة أو توفير ضمانات أمنية متبادلة.
هذة الصورة بشكل عام تذهب بالضرورة إلى فصل إقليمي مرتبك تستخدم فيها كل أدوات الحروب الحديثة وقد تجد بعض الأطراف الدولية في هذا المجال فرصة ذهبية لاستغلال الفرص المتاحة للهروب من مواجهتها المباشرة بأن تجعل الشرق الأوسط ميدان لتصفية صراعاتها وإعادة تمركزها من خلال استقطابات واضحة تجنبها المواجهة المباشرة.