محمد عبيد يكتب: العمر الافتراضي

العالم الآنالعالم الآن 8, يوليو 2025 20:07:37

“العمر الافتراضي”… جملة تتكرر كثيرًا في حياتنا، نسمعها من فنّي جاء لإصلاح جهاز معطّل، فيقول ببساطة: “عمره الافتراضي يا بيه”. تمرّ هذه الجملة مرور الكرام على من يملك القدرة على الاستبدال، لكنها ثقيلة على من لا يملك، لأنها تعني ببساطة نهاية شيء لم يعد قابلًا للاستمرار، دون أن تتوفر بدائل سهلة.

لكن، هل العمر الافتراضي قاصر على الأشياء؟ الحقيقة أن كل ما في الحياة له بداية ونهاية، بما في ذلك المواقع والمناصب، والأدوار التي يؤديها الناس في محيطهم: في العمل، في الصداقة، في الدراسة، في العلاقات، وحتى في المسؤوليات العامة. لكل شيء وقت محدد يجب أن نعرف متى ينتهي، ومتى يحين وقت التغيير أو التبديل، قبل أن يصبح الاستمرار عبئًا على الشخص نفسه وعلى من حوله.

السؤال الأهم: هل يدرك المسؤولون أن لهم عمرًا افتراضيًا؟ أن أداء الرسالة لا يعني التمسك الأبدي بالموقع، بل أحيانًا يكون الجزء الأهم من الرسالة هو أن تعرف متى تترك مكانك لغيرك؟ كم من مسؤولين استمروا في أماكنهم سنوات طويلة، رغم تغيّر المعطيات، ونشوء جيل جديد، وتطور التكنولوجيا، وتبدّل أساليب الإدارة، لكنهم ظلوا متمسكين بالمقعد وكأنهم خالدون فيه.

للأسف، حين نصل إلى هذه النقطة، يُصبح النقد مرفوضًا، وتُعدّ أي دعوة للتغيير هجومًا شخصيًا. مع أن الأمر ببساطة يتعلق بسُنة الحياة. هناك إشارات كثيرة تنبّه إلى أن الوقت قد حان لتسليم الراية، منها: التراجع في القدرة على المواكبة، ورفض الاستماع، أو إنكار كفاءة من يأتي بعدهم.

ما يعقّد الموقف أكثر هو اعتقاد البعض أن من بعدهم الطوفان، وأن القادم أسوأ. لكن الحقيقة أن الأجيال الجديدة تملك أدوات، وفرصًا، ورؤى لم تكن متاحة من قبل

إيميل الكاتب :

Abied_82@hotmai.com


#إصلاح جهاز #الأجيال القادمة #السؤال الأهم #العمر الافتراضي #المسؤولون #المناصب #المواقع #محمد عبيد يكتب: #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة