عاجل
الثلاثاء. نوفمبر 11th, 2025

محمد حسام ثابت يكتب :المتحف المصري الكبير.. حين ينتصر التاريخ على حملات التزييف

admin2023admin2023 3, نوفمبر 2025 22:11:25

 

افتتاح عالمي يليق بحضارة سبعة آلاف عام
شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح المتحف المصري الكبير، في حدثٍ استثنائي سطر صفحة جديدة في سجل الحضارة الإنسانية، وجسد رؤية الدولة المصرية الحديثة في الجمع بين عبق التاريخ وروح العصر.
يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصصاً لحضارة واحدة، وصرحاً حضارياً يعكس عمق الهوية المصرية وتفردها بين الأمم. وقد شهد الافتتاح حضوراً دولياً غير مسبوق، إذ شارك فيه (79) وفداً رسمياً من مختلف دول العالم، من بينهم (39) وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس المكانة الثقافية والإنسانية الفريدة لمصر، والاهتمام الدولي المتنامي برسالتها الحضارية ودورها في تعزيز الحوار بين الشعوب والثقافات.
إن مشاركة هذا العدد الكبير من القادة والوفود الرسمية تؤكد أن العالم ينظر إلى مصر باعتبارها ركيزة للاستقرار الإقليمي ومركزاً لإحياء الوعي الإنساني من خلال الثقافة، كما تعكس التقدير العميق لما تمثله الحضارة المصرية من نموذج للتواصل بين الماضي والمستقبل، ومنارةٍ عالمية للحوار بين الشعوب.

حضور دولي ورسالة إنسانية

جاءت المشاركة الواسعة من القادة والملوك ورؤساء الحكومات لتؤكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد فعالية ثقافية أو أثرية، بل حدثاً عالمياً يعيد رسم خريطة التأثير الثقافي لمصر، ويبرهن على قدرتها على جمع العالم على أرضها في لحظة احتفاء بالإنسانية المشتركة.
ويعكس هذا الحضور الكثيف الثقة الدولية في الدولة المصرية واستقرارها السياسي والاقتصادي، كما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة ما زالت تمثل قوة جذب عالمية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمن، وتواصل تقديم إسهامها الخالد في صياغة الوعي الإنساني.

انتصار الحضارة على محاولات التشويه

لم يكن هذا الحدث الكبير بعيداً عن سياق ما يمكن تسميته بـ«حروب الوعي» التي تشهدها المجتمعات المعاصرة، حيث تسعى بعض المنصات المغرضة إلى استهداف الرموز الوطنية والمشروعات الكبرى بهدف زعزعة الثقة في الدولة وإضعاف تماسك المجتمع.
إلا أن افتتاح المتحف المصري الكبير جاء ليُقدِّم الرد العملي الأبلغ على تلك المحاولات، مؤكداً أن الحضارة تنتصر بالفعل لا بالكلمات، وأن قوة الدولة المصرية تكمن في قدرتها على تحويل ثقافتها وتاريخها إلى أدوات بناء وتنمية.
لقد أثبتت مصر، من خلال هذا الصرح الفريد، أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الأمن الفكري والوعي الجمعي، وأن الحفاظ على التاريخ ليس ترفاً، بل هو جزء أصيل من استراتيجية الدولة في مواجهة خطاب التشويه والتطرف الذي يستهدف العقول قبل الأوطان.
فالحضارة المصرية، التي ألهمت الإنسانية عبر آلاف السنين، انتصرت من جديد بالعمل والإنجاز، وقدمت للعالم نموذجاً لكيفية توظيف الإرث التاريخي في ترسيخ الانتماء الوطني ومواجهة دعاوى الاغتراب والتزييف.

المتحف.. من مشروع ثقافي إلى رمز وطني متجدد
تجاوز المتحف المصري الكبير كونه مشروعاً ثقافياً ليصبح رمزاً لتجدد الدولة المصرية وقدرتها على تحويل تراثها العريق إلى رافعة للمستقبل. فهو ليس مجرد صرح أثري، بل مركز دولي للحوار الثقافي، ومنصة لترسيخ مكانة مصر كجسر إنساني يجمع بين حضارات العالم على أرضها.
وتمثل تجربة بناء هذا الصرح نموذجاً لقدرة الإرادة الوطنية على تحويل الحلم إلى حقيقة، وتجسيداً لفلسفة التنمية المصرية التي تضع الثقافة والهوية في قلب مشروعها الوطني الشامل.

إشادة دولية وصدى عالمي واسع

أثار الافتتاح تفاعلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والإعلامية حول العالم، حيث وصفت صحف ومنصات دولية الحدث بأنه «أعظم احتفالية ثقافية في القرن الحادي والعشرين»، مشيدة بالتنظيم المبهر وبالقدرة المصرية على إخراج حدث بهذا الحجم في صورة تليق بتاريخها ومكانتها، وأكدت التقارير الدولية أن مصر قدمت نفسها من جديد كـ«قوة ثقافية عالمية» تمتلك مفاتيح التأثير في الوجدان الإنساني، وتعيد رسم صورتها الحضارية بوصفها مهداً للأصالة والتنوير.

رسالة الافتتاح إلى الداخل والخارج

جاء افتتاح المتحف المصري الكبير ليؤكد أن مصر لا تحتفل بماضيها فقط، بل تبني حاضرها بثقة ومستقبلها بإرادة. وأن قوتها الثقافية والمعرفية كانت وستظل ركيزة من ركائز قوتها الشاملة.
إنها رسالة إلى الداخل بأن التنمية الثقافية لا تنفصل عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورسالة إلى الخارج بأن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على إعادة تعريف القوة الناعمة في زمن الفوضى والتشويه، وأن بناء الوعي هو السلاح الحقيقي في مواجهة محاولات طمس الهوية أو اختزال التاريخ.

………………

محمد حسام ثابت – مدير برنامج دراسات الإرهاب والتطرف


#..الأوساط الأوروبية والأمريكية #الرئيس عبدالفتاح السيسي #السفير تاج الدين وسلاتي: افتتاح المتحف المصري الكبير إنجاز حضاري ورسالة سلام من قلب مصر إلى العالم #العالم الآن alalamalan #العالم الآن الإخبارى alalamalan #محمد حسام ثابت – مدير برنامج دراسات الإرهاب والتطرف

اخبار مرتبطة