عمر عبد العلي 
الوجع مستمر.. لا يزال أطفال “متلازمة ريت” — وغالبيتهم من البنات مع ظهور حالة فريدة لذكر — يعيشون واقعًا يفوق الخيال قسوةً وألمًا لا ينقطع.
هؤلاء الأطفال لا يطلبون الكثير، فقط حياة بكرامة، وحقًا في التعليم، وأمنًا لا يُهدده الخوف كل مساء.
هناك، لا يعرف الأطفال شكلَ حقيبة المدرسة، ولا طعمَ وجبةٍ متكاملة، ولا حتى معنى الأمان. وجوههم الصغيرة تحكي مآسي لا يفترض أن يعيشها الكبار، فكيف بالأطفال؟!
صرخة “أطفال ريت” ليست مجرد طلب للمساعدة، بل هي استغاثة موجعة من أرواح تتآكل بصمت. تئن أجسادهم الصغيرة من المرض وسوء التغذية، وقلوبهم من الخوف والوحدة. ومع ذلك، لا يزال الصمت سيد الموقف، وكأن هذه الأرواح لا تستحق النظر، ولا صرخاتها تستحق الرد.
السكوت عن معاناة أطفال “متلازمة ريت” جريمة أخلاقية يشترك فيها كل من علم ولم يتحرك. نحن لسنا بحاجة إلى معجزات، بل إلى ضمير حي، وإرادة صادقة للوقوف معهم. فالطفولة التي تُدهس تحت عجلات النسيان اليوم، ستُخرج أجيالًا محطمة غدًا.
من يسمع صرخة أطفال ريت؟ من يملك الشجاعة ليكسر جدار الصمت؟ لعل هذه الكلمات تصل إلى قلب قادر على الفعل، إلى مؤسسة إنسانية لم تُطفأ جذوة ضميرها، إلى إعلام يُسلط الضوء، وإلى إنسان لا يزال يحتفظ بإنسانيته.
إنها ليست قصة من الماضي، بل واقعٌ مستمر.
وأملُنا الوحيد أن تجد صرخة “أطفال ريت” من يسمعها.. ويستجيب!
هذا نداء أمهات أطفال “متلازمة ريت” إلى وزير الصحة، الدكتور خالد عبد الغفار، علّه يُهدئ قلوبهم ويُخفف عنهم وطأة الوجع.