العالم الآن 
أثلجت المشاهد الناتجة عن القصف الإيراني على إسرائيل صدور الشعوب العربية، ومن شدة تفاعل الجمهور، أصبحت تعليقات مذيعي كرة القدم المشاهير مادة للضحك والسخرية على سقوط الصواريخ الإيرانية واليمنية أيضًا على تل أبيب.
فما أشبه الليلة بالبارحة! بالأمس كنا نرى الدمار في غزة نتيجة قصف الكيان، واليوم تدور الدائرة وتتبدل الكراسي. أين من كان يقول إن دعوات المصريين وغيرهم على الكيان الصهيوني ذهبت هباءً؟ لقد رأينا الاستجابة بأعيننا.
أرى أنه قد تم الاتفاق على الضرب بين الأمريكيين والكيان والتنسيق مع إيران، لكن نتنياهو سبق الموعد المتفق عليه بيوم، ما أدى إلى اهتزاز البورصات واشتداد وتيرة القصف، فجاء الرد الإيراني قويًا.
ودخلت باكستان على الخط بترسانتها النووية، لتغيّر المعادلة، فانتفض البرلمان الباكستاني دفاعًا عن إيران، بل هناك أقوال عن تولّيها الدفاع الجوي عن الأراضي الإيرانية، مع مؤازرة من الصين.
الإقليم بأسره يدخل منعطفًا تاريخيًا خطيرًا، وإن لم تتوقف أمريكا عن اللعب بالنار، فقد تنزلق المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة. الأمر صعب، لكنه ليس بالمستحيل.
وبعد السيطرة على الحرب بين باكستان والهند من قِبل الأمريكيين، لا تزال التهدئة مطروحة بين الطرفين، ليخرج علينا ترامب متحدثًا عن وساطة بقيادة بوتين!
لابد أن تتوقف الحرب على غزة، وتنعم المنطقة بالاستقرار. أكثر من عام والشرق الأوسط على صفيح ساخن، بل أكثر من خمسين عامًا مرت على تقهقر “الجيش الذي لا يُقهَر”، يحاول صنع جديد، لكنه لم يجد جديدًا منذ أكتوبر المجيد.
ايميل كاتب المقال : kemoadwia@yahoo.com