ويتجدد بنا اللقاء مع رواية نجيب محفوظ الحرافيش، وقد صيغت في فيلم «التوت والنبوت»؛ فـ«التوت» يعبر عن الرخاء، و«النبوت» عصا الظالم. ثم تجتمع الحرافيش حول المظلوم لنصرته؛ لأن الظالم وابنه لا يراعون أي خطوط حمراء.
وعلى هذا الصعيد نجد قرارًا تاريخيًا من ١٤٢ دولة صوتت لصالح حل الدولتين في فلسطين وإسرائيل، أمام عشر دول فقط منها أمريكا وإسرائيل. وعلى الشرق الأوسط بأسره ألا يغتر بالمصالح الاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وأن يعلم أنها مجرد مصايد، وأن تبحث الدول في داخلها عن كل الكيانات التي تنتمي إلى إسرائيل مخافة التجسس تحت أي مسمى، وأن يتعلم الجميع من الشبكات الجاسوسية الصهيونية التي حدثت داخل إيران.
يجب على جميع المتعاملين مع الكيان الصهيوني – مهما كان القرب – أن يضعوا في الحسبان أنه عدو له أطماع استعمارية كبيرة في الشرق الأوسط، وأنه يضع كل مقدراته لتحقيق هذا الحلم الأكبر. ضربة قطر كان من الممكن أن تكون في برج خليفة بدبي أو في جدة أو أبها بالمملكة العربية السعودية، فليحذر جميع العرب ومجلس التعاون الخليجي.
هذا القرار للأمم المتحدة تاريخي، وأما ما أدى إليه فله أسباب عديدة، منها الغشم والغطرسة السياسية الصهيونية. شكرًا على ضرب قطر من نتنياهو المدعوم من ترامب، حتى إن الكونجرس أشار أحد أعضائه إلى منع ترامب من إعطاء الإذن بالحروب. وعلى الجميع أن يعلم أن السياسة والاقتصاد تحملان في طياتهما خطوطًا حمراء حتى لا يقوم عليكم الحرافيش خوفًا من الوقوع في مصايد وشباك الظالم. لذلك يقول الجميع: يا أحرار العالم اتحدوا لإنهاء العدوان على غزة الآن، وحتى تحافظوا على ما تبقى من الإنسانية العالمية.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com