يخرج علينا ترامب بالحلِّ السحري الذي طالما كان الحديث عنه سابقًا: «سنعطيكم الطعام مقابل نزع ما يؤلم إسرائيل». فإذا «افرحوا يا جماعة» — أمريكا وإسرائيل ابنتها — جاءوا باتفاقية «إنسانية» لإعادة إعمار غزة لتتحوّل إلى سجنٍ بشروطٍ أمريكيةٍ تُجردها من سلاح المقاومة والحقوق. كلُّ ذلك جاء بعد اعتراف دولٍ، تباعًا وخاصةً أوروبيةً، بفلسطين؛ فحدثت هزةٌ قويةٌ داخل المجتمع الصهيوني. الجميعُ المتآمر — من الأم وإبنتها — يرمون الكرة كذبًا داخل ملعب المقاومة.
وأعتقد أن المقاومين وغزة، التي أعطت العالم درسًا في الصبر والمثابرة، لن يخطر ببالهم قبولُ هذا الأمر. لكنني أرى أن الحرب، مهما كانت خدعةً لالتقاط الأنفاس، تَستلزمُ من المقاومة محاولةَ إيجادِ خدعةٍ استراتيجية — لا أعلم الكيفية تحديدًا — لكن أظنُّ أن زيادةَ المقتلةِ الجماعية برفع كفاءة العمليات النوعية، أي سقوطُ الكثير من عناصر العدو على الأرض، سيسبب ذُعراً يضغط على نتنياهو لقبول أيِّ شيءٍ أو ما تراه المقاومة مناسبًا لالتقاط الأنفاس.
أتوسم في المقاومين الذكاءَ والحنكةَ السياسية والعسكرية، مع مراعاة ما جاء في الآية: «فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ» (سورة النساء). وعلى المجتمع والدولة إعادةَ تسمية ما عرفه ترامب «اتفاقية» — فطبقًا للبند الأول فيها فهي اتفاقيةُ تقليمِ أظافرٍ وتركيعِ غزة عبر نزع سلاح المقاومة .