كتبت د. شيماء خيرى:
نظمت لجنة مواجهة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبأمانة الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، مائدة مستديرة بعنوان: “المواطنة في مواجهة التطرف”
فى بداية الندوة أكد المستشار خالد القاضي إلى أهمية الحوار حول شواغل الوطن، ووحدته، موضحًا أهمية المواطنة في مواجهة التطرف والإرهاب.
وقال المستشار عصام شيحة إن المرحلة التي تمر بها مصر تحتاج إلى التوافق الوطني، ويمكن تعريف المواطنة على أنها علاقة تفرض حقوقًا دستورية وواجباتٍ منصوصًا عليها، وعلى ذلك فلا بد من تعزيز الحوار الاجتماعي، وتعزيز الحقوق الفردية، وتنمية ثقافة التنوع العرقي، وكذلك تكافؤ الفرص، مضيفًا إلى تعريف التطرف أنه هدم للأسس الفكرية الوسطية بين الشباب، مستشهدًا بالمادة الأولى في الدستور المصري التي تنص على أن “جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها، نظامها جمهوري ديمقراطي يقوم على المواطنة وسيادة القانون”، وختم حديثه قائلًا إن الاستثمار عبر المواطنة يكون من خلال التعليم وكذا التكنولوجيا.
أما الدكتورة هدى زكريا فقدت تحدثت عن حرية الأديان التي رسخت لها جمهورية مصر العربية، وأشارت إلى ما قدمه الإسلام في هذا الطريق.
أما الدكتور عبد الراضي عبد المحسن فقد تحدث عن تجربة عملية قام بها بعد ثورة 30 يونيو حيث مشروع لاستعادة الوعي، فالوعي هو سلاح المواطنة في تفكيك الفكر المتطرف ثقافةً وسلوكًا واعتقادًا، وللتصدي لهذا الفكر ينبغي إبرازه في مواجهة حقيقية أمام الدين الإلهي، فالدين جاء على أساس المساواة وعدم التفريق والتعددية، وخاطب القرآن أصحاب الملل المختلفة، معتبرًا أن هذا المشروع بمثابة دعوة لرجال الجيش والدين ورجال الفكر للمساهمة في إعداد المواطن وتخريج جيل وطني كامل.
وتحدث الدكتور أشرف جلال عن دور الإعلام في بناء ثقافة الوعي، مؤكدًا دور الحقوق والواجبات والإعلام في تعزيز المواطنة، ومشيرًا إلى نقص التواصل، وزيادة الشائعات، ما يؤدي إلى تحريف الواقع والتشكيك في ثوابت المجتمع، موضحًا أن الحل يكمن في تعيين المتحدثين البارعين، والرد السريع على الشائعات، وكذا التربية الاجتماعية والإعلامية.
أما الدكتور جميل حليم فقد أكد أهمية الحوار المجتمعي لتحقيق للمواطنة على أرض الواقع، فهي تسهم في بناء مجتمع قوي متماسك، وأضاف إلى دور الإعلام أهمية إضافة مادة خاصة بالمواطنة إلى مناهج التعليم الجامعي، وكذا التدريس في التعليم ما قبل الجامعي لمادة الدين على مستوى عالٍ من الكفاءة ومن قبل رجال الدين.
أما الدكتور عمرو الورداني فقد ألمح في حديثه إلى الخبرة المصرية في مكافحة التطرف، وتحدث عن مثلث إفشال المجتمعات الذي يعمل على ظهور تيارات إبان الثورات وانخفاض الوعي وما يتبعه من زيادة الحساسية وزيادة المظلومية، مشيرًا إلى أن الإسلام أسس لفكرة المواطنة، فنموذج مكة ونموذج الحبشة ونموذج المدينة فالعلاقة التعاقدية بين الحاكم والمحكوم هي الإدارة التي ينبثق منها علم إدارة الدولة وفلسفة القانون، داعيًا إلى ضرورة وجود حملات للتوعية على جميع منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات والمؤسسات الجامعية.
أما المستشار أيمن فؤاد فقد تحدث عن تطور المواطنة في مواجهة تطور التطرف، وإشكالية المفارقة بين الغني والفقير والتمييز بين فئات مختلفة في المجتمع، فالمساواة ليست مطلقة ولكن معيارية، فمن لم يجد ما يعيش من أجله سيبحث عن شيء يموت من أجله، موضحًا أهمية تبني رسالة في العمل الذي يقوم به المواطن، وضرورة القضاء على فردية الرؤى وقبول الاختلاف، وكذا ثقافة الحوار، بالإضافة إلى دور الإعلام الواعي، وضرورة تبني نموذج القدوة الصالحة.
وعقب الدكتور أحمد زايد على اللقاء قائلًا إن المجتمع المصري تغير كثيرًا، وصار أهم ما يشغله هو الإنسان الفرد، لا عائلته ولا عرقيته.