اياد محمد 
صرّح المهندس مؤمن أشرف الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن البيانات الرقمية أصبحت اليوم المورد الأكثر قيمة في العالم، متجاوزة النفط والذهب، مؤكدًا أن كبرى الشركات التكنولوجية لا تكتفي بتقديم خدمات للمستخدمين، بل تعتمد بشكل أساسي على تحليل وتتبع بياناتهم الدقيقة لتحقيق أرباح هائلة.
وأوضح المهندس مؤمن أشرف، أن كل نقرة، وكل عملية بحث، وكل لحظة يقضيها المستخدم على الإنترنت تُحوَّل إلى معلومة تُباع وتُشترى، مشيرًا إلى أن الشركات تستخدم تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لرسم خرائط سلوكية تفصيلية للمستخدمين تُساعدها على توجيه الإعلانات بدقة، وزيادة معدلات الشراء، وحتى التأثير على قرارات المستخدم بشكل غير مباشر.
وأضاف المهندس مؤمن اشرف الخبير الدولي لأمن وتكنولوجيا المعلومات أن خطورة هذا النموذج تكمن في التوسع الخفي لجمع البيانات، حيث تقوم بعض التطبيقات والمواقع بجمع معلومات تتجاوز ما هو ضروري للخدمة المقدمة، مثل الموقع الجغرافي، نوع الجهاز، سجل البحث، وحتى الرسائل الخاصة أحيانًا، مشددًا على أن المستخدم غالبًا ما يوافق دون وعي على شروط استخدام تسمح بهذا التجسس الناعم.
وأشار المهندس مؤمن أشرف الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات إلى أن استغلال البيانات لا يقتصر على الإعلانات فقط، بل أصبح يُستخدم في تشكيل توجهات الرأي العام، والتأثير على الانتخابات، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ضخمة، داعيًا إلى ضرورة وجود تشريعات صارمة تضمن الشفافية والخصوصية وتُجبر الشركات على الإفصاح عن كيفية استخدام بيانات المستخدمين.
وشدد المهندس مؤمن أشرف، على أهمية رفع وعي الأفراد، مؤكدًا أن حماية الخصوصية تبدأ من المستخدم نفسه، من خلال مراجعة إعدادات التطبيقات، واستخدام أدوات التصفح الآمن، وتجنّب مشاركة المعلومات الشخصية بشكل عشوائي على المنصات الرقمية.
واختتم المهندس مؤمن أشرف الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات تصريحه قائلًا: إذا لم نُدرك أن بياناتنا تساوي أموالًا، فسيواصل الآخرون استغلالها لبناء ثرواتهم، مؤكدًا أن المستقبل سيكون لمن يملك المعرفة والقدرة على التحكم في تدفق المعلومات، وليس فقط من يملك البنية التحتية أو التكنولوجيا.